[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الجزء الأول تكلمنا عن الشيطان المدبر الذي يرمي شباكه حول الفريسه حتي
تقع في يده، بدراسه حياتها ودخولها وخروجها وكل شيء عنها. ثم يبدأ في كيفيه
اقتناصها وما الطريقه المناسبه التي تصلح لكل شخص علي حدي. وتكلمنا ايضا
ماهي انواع السهام الملتهبه التي يستخدمها في اقتناص الفريسه، ومن امثلتها
العوز العاطفي والمادي. وبانتهاء هذه المرحله نكون قد تكلمنا عن الشيطان
المدبر.
في هذا الجزء سوف نتكلم عن الشيطان المشعلل:
يبدأ
الشيطان في اشعال النار في فكر تلك النفس المسكينة التي بدأت طريق السقوط
بالفعل ويصحبونها في زفه شيطانية صاخبة تصم الأذان وتفقدها القدرة علي
الاتزان وكم تكون فرحته بهذه العروس البلهاء. وفي اثناء هذا الضجيج قد
يتحرك روح الله داخل تلك النفس ويحرضها علي ترك كل شيء والهروب الي مساكن
النور، ولكن تلك النفس المتجبرة تسكت هذا الصوت ولا تعطيه اذان صاغية ..
ولا يعطيها الشيطان الفرصه علي الهروب ويظل ينفخ في النار ويسكب الوقود
عليها بغزارة حتي تشتعل النيران اكثر فاكثر.
ومن امثلة الوقود الشيطانية مايلي:
1- وقود السرية
يبذل
الشيطان قصاري جهده لكي يقنع الفريسة بالاحتفاظ بالسرية وانها لم تعد
صغيرة تحتاج الي ارشادات ونصائح الغير بل اصبحت كبيرة ومسئوله عن نفسها.
وبعد ان يشوه صور المحيطين بها من اهلها واقاربها والذين يخافون عليها. يسألها لمن سوف تبوحين بسرك ؟؟؟ هل لأبيك ؟
كلا
انه قاسي لايحب الا نفسه ولايبحث الا عن راحته. ويستمر في تشويه صورة الأب
.. فاذن ليس من الحكمة ياحبيبتي ان تطلعيه علي سرك الدفين ...
هل تقولي
لأمك ؟؟ انها ام رجعية تعيش في هذا الجيل بافكار ومباديء الجيل الماضي
ولاتدرك روح العصر. كم هي متزمته ولاتحترم الحريه الشخصية انظري اليها
ياحبيبتي لقد انحنت بفعل سنين الانغلاق والنطواء.
هل للأب الكاهن؟؟ كلا
والف كلا .. فهو لن يحس بأحاسيسك ولن يشعر بمشاعرك انه متجمد من كثرة ماعبر
عليه من مشاكل ومتاعب الشعب ثم انه دائما مشغول .. وماذا سوف يقول لك غير
صلي يا ابنتي .. او يرسل لك احدي الخدمات لتلاحقك ولن تحصدي غير الملل
والضجر. رغم ان الفريسه تقتنع بنظرة الشيطان المشعلل وتحاول جاهدة الاحتفاظ
بالسرية .. لكن الدنيا علي رغم اتساعها فهي صغيرة والاخبار سريعه الانتشار
والرائحه لابد ان تفوح لتدل علي مكان الجريمة.
2- وقود التعمية
تأثير
هذا الوقود خطير جدا علي الفريسة .. فهو يفقدها الرؤيا الصحيحه والفكر
يصبح مظلم و مضطربا ولا تعد تنظر الا في اتجاه واحد فقط وهو طريق الهلاك.
واحسرتاه اين التمييز والحكمة والفهم والادراك ؟
لماذا تشبهت بالحيوان فصرت مثل ثور عصب الجزار عينيه لكيما يقوده الي الذبح.
الي اين تسيرين ايتها المسكينة ؟؟
ومثال
علي ذلك: طالبة من اسرة ميسورة الحال الاب والام يكرسان كل وقتهما الي
اولادهما البنت والولد. وكان طالب غير مسيحي يأخذ درس مع الابنة وتولدت
بينهم عاطفة غير مقدسة وجاءت البنت لتحكي الي اب اعترافها. فجلس معها اب
الاعتراف وقت طويل يشرح لها ان ذلك ليس حبا ولكنه ذاتية وانانية. لأن الحب
يبني ويطلب فائده الغير اما هذا الشخص فيريد فقط ان يمتع نفسه هو ولا يهتم
بسمعتك. فهي علاقه تهدم نفسك وبيتك واسرتك وابديتك ايضا. انه فقط يريد ان
ينهش في جسدك ويهيج مشاعرك واحاسيسك فلا تجدين الراحه .. اليس كذلك؟
استراحت الابنة لكلام ابونا الذي كشف لها الواقع وانه لاتوجد نفس تنكر
مسيحها وتطرح صليبها وتجد راحه ابدا في حياتها.
الست تري معي ايها القاريء ان مصارحتها لأب الاعتراف ولم تستخدم وقود السريه انقذها من مخالب الشيطان ...
3- وقود قلب الحقيقة
عندما
يستعمل الشيطان هذا الوقود علي الفريسه تنقلب في نظرها كل الموازين،
المحبون والمخلصون يظهرون اعداء و خونة اما المتأمرون فهم الأحباء
المخلصون.
وعندما تنقلب الموازين يصبح نظرة النفس سوداوية فالعلاقه مع الكنيسة والاسرة صارت منفرة والمنزل اصبح سجنا
4- وقود فقد التوازن
يسكب
الشيطان هذا الوقود في صورة كلمات مديح واطراء ونظرات تشجيع وتظن النفس
انها اصبحت شيئا عظيما ترتفع وترتفع وتطير وراء السراب وبينما هي منهمكه في
الطيران والارتفاع تفقد اتزانها وتدخل في مرحلة التوهان. وقد تحاول هذا
امام الناس بان تصير اجتماعية وتتحدث كثيرا وكأنها صاحبة قكر ولكن امام
ذاتها فهي مشوشه تماما ولم تعد قادرة علي التمييز بين الحقيقة والسراب.
يصف ابونا لوقا سيداروس هذه المرحله فيقول:
تتعرض
النفس البشريه لحروب ضارية تحاول ان تهلكها وفي احيان كثيرة تكون النفس
علي حافة الهلاك اذ تكون وقعت فعلا في فخ ابليس واقتناصها لارادته وتكون
هذه النفوس في خطر فقد ابتلعت بالكامل وباعت نفسها للشر والتعامل معها
كالمجنون اخرس واعمي .. هذا هو الحال لمن يسقطون في فخ شهوات الجسد
ويرتبطون بعلاقات جسدية في خطية الدنس .. وتشعر هذه النفوس انها مقيدة
برباطات اقوي منها وتفقد حريتها واخيرا تبيع ايمانها وتجحد مسيحها