في الأجزاء السابقة تكلمنا عن الشيطان واساليبه الملتويه في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الوقوع بنا في
الخطية وكيف انه يتدرج بنا من مرحلة الي الأخري حتي تصبح النفس مسلوبة
الأراده تماما، ويصل بها الي انكار السيد المسيح والكنيسة.
نجد في هذا الجزء الرابع والأخير، ان هذه النفس تهمس وتقول : هل لي توبه؟
تقول النفس أنا لم أخطيء بمفردي فلماذا اتحمل العقاب وحدي ؟
أين كانت أسرتي .. أبي وأمي وأخوتي حين ضللت ؟
ياحسرتي .. انا الذي كان اسمي مكتوبا في سفر الحياة كيف ضاع مني؟
الأف وملايين يأتون من المشارق والمغارب الي المسيح وانا أبنة المسيح أصلا أطرد خارجا حقا كان كلام يسوع يتحقق:
"كثيرون
يأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت
السموات واما بنو الملكوت فيطر دون في الظلمة الخارجية"
الوقت ضيق يا اخوتي لاوقت للعتاب فقط دعني أسأل : هل لي توبة ؟ هل لي رجاء؟ يقول الرب الاله القادر علي كل شيء
نعم .. نعم .. نعم .. لكي خلاص بشرط أن تتركي مكان الخطية
نعم
لك خلاص .. بشرط أن تضعي كل ثقتك وايمانك ورجائك في، فأنا مسيح الخلاص ..
أنا مسيح المعجزات ... أنا القادر علي كل شيء. عودي ايتها النفس قبل غروب
الشمس
اتوسل اليكي ايتها النفس الضالة ان تعودي ...عودي سريعا لأنني
أنتظرت بلهفة ... مستعد أنا ... مستعد أن أستر عريك بثوب بري ... هوذا
خاتم الملك وحذاء الأستعداد وحفله العريس في انتظارك.
عودي
سريعا بدموع بطرس الساخينة لأنني لن أرفضك .. أنا راعيك الأمين، وعدم
أمانتك لن يبطل امانتي .. مستعد أنا .. مستعد ان احملك علي منكبي واعوضك عن
سنين الحزن والمذلة "هكذا يكون فرح في السماء بخاطيء واحد يتوب اكثر من
تسعه وتسعين بارا لايحتاجون الي التوبه.
وهنا بعض امثلة لفتيات تم تضليلهم ولكنهم رجعوا بقوة المسيح:
1-
هذه قصه لأحدي الفتايات، هي فتاه من اسرة بسيطة، اغراها بعض الشباب بترك
مسيحيتها وزواجها من احدهم. فانخدعت الفتاة وهربت من أسرتها مع الشاب الذي
ستتزوج منه. وفي تلك الليلة باتت مع امه واخوته البنات حتي تنتهي الاجراءات
فيعقدون قرانها علي ابنهم.
كيف وجدت هذه الأبنة نوما في هذا
المكان؟ هذا دليل علي ضميرها الذي تخدر وعماها الروحي، كانت نفس تصرخ من
اجلها وتتشفع بالقديس مارجرجس انها امها المكلومة التي لم تكف عن البكاء
والنحيب. وفي ظلمة الليل والفتاة نائمة وسط الفتيات نظرت مارجرجس يطعنها
بالحربة ويوصيها بشده قائلا: " يا ....... أنت نائمة هنا وسايبة امك تتحرق
عليك .. في الصباح الباكر تعودين اليها. وفعلا في الصباح الباكر هربت هذه
الأبنة من هوة الهلاك الي أحضان الأم الأمينة.
2- هذه القصة
حدثت مع الأنبا ابرام اسقف الفيوم قديس القرن العشرين: أغريت فتاه مسيحية
من شاب غير مسيحي للارتداد عن ايمانها وقدمت طلبا الي المديرية، واحيلت الي
الأب الأسقف الذي يتولي نصحها وارشادها، فلم تقبل البنت وصصمت علي الذهاب
مع هذا الشاب، واخيرا لما يئس منها تضايق رغم ماعرف عن انبا ابرام من محبة
وطول اناة ورحمة وقال لها: الله يعرف شغلة فيك ... اذهبي الي حال سبيلك.
فلما خرجت ووصلت الي السلم سقطت بلا حركة، وعلم الشاب بالامر فابلغ الحكومه
مدعيا ان الاسقف قد اماتها ولما سئل الأنبا ابرام قال: لا لم تمت لكنها
نائمة .. وصلي علي الماء ورشه في وجهها فقامت (بعد ان اكتشفت الحقيقة) ولما
سألوها ماذا جري ؟ قالت نصحني الأسقف ولما رفضت غضب علي وعند نزولي علي
السلم شيء الي اخذني وطرحني علي الأرض، وانا الأن لا استطيع ان اترك المسيح
لأني لمست بنفسي قوة الامان المسيحي.
3- قصة اخري حدثت مع ابينا بيشوي كامل:
احدي
الفتيات اضلها عدو الخير وعزمت علي ترك مسيحيتها، فذهب اهلها لأبينا بيشوي
كامل واخذوا ميعاد معه في كنيسة القديسين اما هو فرفع صلوات حارة نارية من
اجلها خلاصها. وافقت الفتاة علي مقابلة الانبا بيشوي وحضرت الي كنيسة
القديسين قبل الميعاد وقالت لأهلها: اني لن اغير رأيي الا اذا ظهرت لي
العذراء .. جلست بالكنيسة امام ايقونة العذراء مريم (وهذه الايقونة مدشنة،
أهدتها كنيسة مارجرجس باسبورتنج لكنيسة القديسين عند نشأتها) ونظرت الفتاة
الي الايقونة واذ بها تجد السيدة العذراء مجسمة في ايقونتها تنظر اليها
بحنان بالغ لم تقوي علي مقاومته بل فاضت عينيها بدموع التوبة والندم وبعد
انتهاء صلاة رفع البخور عشية والعظة التي القاها ابونا بيشوي كامل. جلست
معه ولم تكن محتاجة لشيء الا ان تقص قصه ظهور العذراء الأم الحنون لها
وتوبتها، وقدمت اعترافا صادقا وتغيرت حياتها.
4- هناك قصة
رواها البابا مكاريوس الثالث رقم 114 يحكي فيها عن رجل شاهد أمرا عجيبا حدث
ليلا بالقبور اذ أشرق حوله نور عظيم، وابصر سيدة بالغة الروعة والجمال
يحيط بها جمع كبير كأنهم جنود يحرسون ملمة (السيدة العذراء). وامرت السيدة
بفتح مقبرة كان مدفون بها حديثا رجلا ترك المسيحية. ففتح الجنود (الملائكة)
المقبرة واخرجوا جثة الرجل ثم احضروا قدرا كبيرا مملوء بالماء الساخن
ووضعوا فيه جثة الرجل حينئذ طفت بعض نقاط الزيت علي وجه المياه ، فامسكت
السيدة بملعقة صغيرة وجمعت هذه النقاط في زجاجه صغيرة وهي تقول : انه
لايستحق ميرون ابني ... انه لاستحقه .. ثم اعادوا الجثة واغلقوا المقبرة
وسكبوا الماء علي الأرض.
قال القديس ثيوفان الناسك :
عندما
يوثق الشيطان انسانا في عبودية الخطية يحاول علي وجه الخصوص ان يزيد ظلمته
اكثر فاكثر مصيبا اياه بالعمي الروحي، ومزيلا منه كل فكر صالح لكي لايقدر
ان يتحقق من الضرر الذي أصاب حياته ويغرس في قلبه افكار شريرة وفاسدة ويهيء
له الفرص لارتكاب الخطيئة التي صارت عادية بالنسبة له ويدخل في ظلمة العمي
اكثر فاكثر.
العوده للأحضان الأبويه:
يصف القديسين
الشخص الذي يرغب في التوبة كأنه محاطا بالنيران من جميع الجهات من فوق ومن
أسفل ومن اليمين ومن الشمال من الامام ومن الخلف وتصوب نحوه سهام من كل
مكان.
بالصلاه نضع سيف المعركة في يد الله ليحارب اعدائنا ويغلبهم . ان الله مستعد دائما بالأدويه والعلاج لكل الذين أذاهم العدو.