منتدى ابناء الملك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ياجماعة الكل يدخل هنا ده المنتدى الجديد http://www.sonsking.co4h.com/vb/index.php
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  جروب ابناء الملكجروب ابناء الملك  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
عندما ولد يسوع في بيت لحم ظهر ملاك يبشر رعاة كانوا في تلك المنطقة فيقول الإنجيل - لوقا 2 : 10 ( فقال لهم الملاك لاتخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ) - لوقا 1 :15 عندما بشر الملاك زكريا الكاهن بولادة ابنه ( لأنه يكون عظيما أمام الرب ... ويتقدم أمامه بروح...
ملعون الرجل الذى يتكل على الانسان ويجعل البشر ذراعة وعن الرب يحيد قلبة لا تكن لى رعبا انت ملجاى فى يوم الشر ليخزى طاردى ولا اخز انا ليرتعبوا هم ولا ارتعب انا
اذا كانت تحب انك تكلم وتصلى وتشبع معانا من حب يسوع تعالى وشركنا فى شات ابناء الملك اخر الصفحه الرائيسيه
Cool Red Pointer
 Glitter
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Support
المواضيع الأخيرة
» القديسة إيلارية
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 7:49 pm من طرف sallymessiha

» تسبحة العذارى _ ميثوديوس الأوليمبي
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 7:45 pm من طرف sallymessiha

» أعظم موهبة _ يوحنا ذهبي الفم
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالجمعة مارس 22, 2013 8:57 am من طرف sallymessiha

» الكنيسة القبطية في مطلع القرن السادس عشر - 1. غزو العثمانيين أرض مصر - 2. البابا غبريال السابع
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالجمعة مارس 22, 2013 8:53 am من طرف sallymessiha

» نعيش فى عالم
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:12 pm من طرف ايهاب ابن الملك

» أحدث أنواع السيارات والليموزين والخدمات السياحية
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 1:51 pm من طرف touristcar

» هل لبست السيدة العذراء الحجاب ؟
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالأحد يوليو 22, 2012 10:46 pm من طرف ايهاب ابن الملك

» لماذا لا تصدق الله ايضاً ؟
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالأربعاء مايو 23, 2012 8:28 pm من طرف ايهاب ابن الملك

» عرش القضاء ، دينونة الله .
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالأربعاء مايو 23, 2012 8:25 pm من طرف ايهاب ابن الملك

قناة الطريق
قناة اغابى
قناة الرجاء
قناة البشاره
قناة الكرمه
قناة المعجزه
قناة الشفاء
قناة ctv
منتدى ابناء الملك

منتديات ابناء الملك

قوانين المنتدى     المنتدي العام    منتدي المسيح    منتدي للتاملات والصلاه     منتدي ايات من الكتاب المقدس    منتدى اسلاميات     المنتدي الصوتيات والمرئيات      منتدى تاريخ الكنيسه    منتدى الصور المسيحية    الكتاب المقدس العهد الجديد    منتدي العهد القديم    المنتدي سير القدسين    منتدي اللاهوت

برامج تهمك
;اضافة الكود
تبعنا على الفيس بوك
مشاركة

 

 لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايهاب ابن الملك

لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس 661310
ايهاب ابن الملك


اكتب ايه : نشكر الله
من هو شفيعك : ابونا يسطس الانطونى
رقم العضويه : 1
الابراج : الحمل
عدد المساهمات : 656
نقاط : 1667
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/06/2011
الموقع : https://sonsking1234.yoo7.com

لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Empty
مُساهمةموضوع: لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس   لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالأحد أغسطس 21, 2011 10:02 pm

لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس 1521215566
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس

هو اللوجوس (الكلمة)

دعى السيد المسيح ب"الكلمة" (اللوغوس) في ثلاثة مواضع هامة:

1 (يو1: 1) " في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله" وهنا الحديث عن لاهوته واضح تماماً.

ب
(1يو5: 7) " اللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح
القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (وهنا اللاهوت واضح أيضاً. والكلمة هنا
بدلاً من (الابن) في (متى28: 19).

ج (رؤ19: 13) وهو متسربل بثوب مغسول بدم. ويدعى اسمه كلمة الله.


وعبارة (الكلمة) هي في اليونانية اللوجوس.


وهي
لاتعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفى واصطلاحى. كلمة لوجوس مأخوذة من
الفعل اليونانى ومعناه ينطق.. وجاء منه المنطق Pronunciation إنما يعنى
النطق المعقول أو العقل المنطوق به.

ومن هنا كانت عبارة الكلمة
تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهى تعنى العقل والنطق معاً.
وهذا هو موضع الابن الثالوث القدوس. وطبيعى أن عقل الله لا ينفصل عن الله.
والله وعقله كيان واحد. وإذا كان شهود يهوه يرونه إلهاً أصغر غير الله
(الإله الأكبر الكلى القدوة)، فهم لا يفهمون معنى عبارة الكلمة التى هي
اللوجوس في (يو1: 1) وفي (1يو5: 7).


ومادام المسيح
هو عقل الله الناطق، إذن فهو الله، وإذن فهو أزلي، لأن عقل الله كائن في
الله منذ الأزل. وإذن فهو غير مخلوق. لأن المخلوق لم يكن موجوداً منذ خلقه.
ومحال أن نقول هذا عن الله. وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه
بدون عقل!؟ ثم بعد ذلك خلق لنفسه عقلاً! وبأى عقل يخلق لنفسه عقلاً؟! إن
فهم الثالوث يعرفنا أزليه الأقانيم الثلاثة. وأن أقنوم الكلمة من طبيعة
الله ذاته، وكائن فيه منذ الأزل.


وهكذا فإن
الاقنوم الثاني، اللوجوس، الكلمة، هو اقنوم المعرفة أو العقل أو النطق في
الثالوث القدوس، هو " المسيح المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو2:
3)، أو هو أقنوم الحكمة في الثالوث لذلك قال القديس بولس الرسول عن السيد
المسيح إنه " حكمة الله" (1كو1: 24). لذلك لما تجسد، رأينا الله فيه، الله
لم يره أحد قط (يو1: 18) أى لم يره أحد في لاهوته. ولكنه لما تجسد، لما ظهر
في الجسد (1تى3: 16) رأيناه في هذا الجسد، رأيناه متجسداً. ولذلك قال
القديس يوحنا الرسول " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن
الآب هو خبر" (يو1: 18) أى هو الذى أعطانا خبراً عن الله، عرفنا الله.


وبهذا
المعنى قيل أنه " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15). وقيل " الذى إذ كان
في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. بل أخلى نفسه آخذاً صورة
عبد" (في2: 5 7). أى أنه إن ظهر انه معادل لله (مساو له) ما كان يحسب هذا
اختلاساً، لأنه هو هكذا فعلاً. إنما وهو معادل للآب، أخلى نفسه من هذا
المجد بتجسده، وأخذ صورة عبد صائراً في شبه الناس.. وأطاع حتى الموت موت
الصليب (في2: Cool.


وقال عنه القديس بولس في بدء
رسالته إلى العبرانيين " الذى به أيضاً عمل العالمين. الذى بهاء مجده ورسم
جوهره.. بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي،
صائراً أعظم من الملائكة" (عب10: 2 4). عبارة " رسم جوهره " أى الصورة بها
الله في تجسده ن فرأيناه، أى المسيح. ولذلك قال المسيح " من رآني الآب"
(يو14: 9). تجسد لأجل فدائنا، ليصنع بذلك تطهيراً لخطايانا. وقد أخلى ذاته
مع أنه بهاء مجد الله، وصورة الله (2كو4: 4). ومع ذلك أنه هو الذى عمل
العالمين.


وهنا يقدم لنا الرسول صفة من صفات المسيح الإلهية، وهي كونه الخالق. وقد خلق الكون باعتبار أنه اللوجوس: عقل الله وحكمة الله..

3- البشر أبناء الله


وفي هذا الإثبات تواجهنا نقطة هامة وهى
:

1 أليس أن البشر جميعاً قد دعوا أولاد الله أيضاً؟

نعم
أن البشر قد دعوا أبناء الله، ولكن بمعنى آخر غير بنوة المسيح لله. في سفر
التكوين ود أن " أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك6: 2).
والمقصود بأبناء الله هنا أبناء شيث وأبناء أنوش، حينما " ابتدئ أن يدعى
باسم الرب" (تك4: 26). أما بنات الناس فهن نسل قايين. كذلك قال الله في سفر
اشعياء النبى " ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على" (اش1: 2). وقيل
أيضاً في هذا السفر " أنت يارب أبونا، ولينا" (أش 63: 16). وأيضاً " والآن
أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك" (اش64: Cool. وهذه عبارات
عن البنوة، ولكنها صادرة من مخلوقات، ولا تعنى بنوه من جوهر الله. وورد
أيضاً في المزامير " قدموا للرب يا أبناء الله.. قدموا الرب " إسرائيل ابنى
البكر" (خر4: 22). وقال في سفر الأمثال " يا ابنى أعطنى قلبك" (أم23: 26).
وفي العهد الجديد ندعو لله أبانا في مواضع عديدة جداً، يكفى منها قولنا في
الصلاة " أبانا الذى في السموات" (متى5: 9).. وعبارات أبوكم السماوي،
وأبوك الذى يرى في الخفاء.. إلخ كثيرة جداً.

# نوع بنوتهم:


2 ولكن بنوة البشر هي بالإيمان، أو المحبة أو التبنى:

أما
عن البنوة بالإيمان: فقال الكتاب عن السيد المسيح " وأما كل الذين قبلوه،
فأعطهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12). فكلمة
أبناء هنا تعنى المؤمنين.


ب وأما عن بنوة المحبة:
فيقول القديس يوحنا في رسالته الأولى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى
ندعى أولاد الله" (1يو3: 1). إذن هو عمل محبة من الله أن يدعونا أولاده..


ج أما عبارة التبنى فقد وردت في (رو8: 23). ومعروف أن الذى يدعى ايناً، وهو ليس ابناً حقيقياً، إنما يكون بالتبنى أو بمفهوم روحى.


3 ومع كوننا أبناء مازلنا ندعى، عبيداً.


فالسيد
الرب يقول " متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا
إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10). والأبرار كلهم دعوا عبيداً.
فالرب سيقول لكل من جاهد الجهاد الحسن واستحق الملكوت " نعماً أيها العبد
الصالح الأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح
سيدك" (متى25: 23). إننا على الرغم من بنوتنا لله، كلنا مخلوقات. والمخلوق
لا يدعى إلهاً. حتى الرعاة (الوكلاء) دعوا أيضاً عبيداً مثل رعيتهم. وفي
ذلك يقول الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على
عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه.. طوى لذلك العبد الذى جاء سيده يفعل هكذا "
لو12: 42، 43)..


4- بنوة المسيح للآب


4 أما السيد المسيح فبنوته من جوهر الله نفسه:

لذلك كان يدعى أحياناً (الابن). أو (الابن الوحيد) كما سنشرح فيما بعد، لأن له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره.

وسنوضح
هنا كيف أن بنوة المسيح للآب ليست بنوة عادية. وكيف شهد لها الكل، حتى
الله الآب نفسه، وفى مناسبات معجزيه. وبطريقة تحمل معنى لاهوت الابن. ونذكر
في مقدمتها:


5 شهادة الآب للابن في مناسبة العماد:


شهد
الآب للمسيح وقت العماد قائلاً " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (متى3:
17) ن (لو3: 22). وهذه الشهادة تأيدت بمعجزات: السماء انفتحت. الروح القدس
ظهر بهيئة حمامة وحل عليه. وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد. فإن كانت
بنوة عادية، وكل الناس أبناء، ما الحاجة إذن لكل هذه المعجزات؟! إننا من
أجل هذه العظمة التى ظهرت وقت العماد، نسمى هذا الحادث بالثيئوفانيا، أى
الظهور الإلهى..

6 وشهد الآب له أيضاً في مناسبة التجلى:


وذلك
في منظر يدل على لاهوته أمام التلاميذ الثلاثة إذ " تغيرت هيئته قدامهم.
وصارت ثيابه تلمع جداً كالثلج " وظهر من السحابة قائلاً: هذا هو ابنى
الحبيب. له اسمعوا" (مر9: 2 7). فإن كان ابناً عادياً فما حاجته إلى شهادة
من الآب؟ وما الداعي لهذا المجد في التجلى: النور والسحابة؟ وما الداعي
لصوت الله؟ كما أن عبارة " له اسمعوا " تعطينا أيضاً

أمراً في الخضوع له. إن كان الكل أبناء الله، فمن منهم شهد له الآب في مجد كمجد العماد أو مجد التجلى؟


7 وشهادة الآب للابن قديمة جداً:


تظهر
في قوله للإبن في المزمور الثانى " أنت ابنى اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك
الأمم ميراثاً، وسلطانك إلى أقصاء الأرض لترعاهم بقضيب من حديد" (ز2: 7 9).
هنا بنوة بسلطان، إلى أقاصى الأرض تعجب منها القديس بولس الرسول، وذكرها
حينما شرح أن السيد المسيح أعظم من الملائكة تسجد له، فقال " لأنه لمن من
الملائكة قال قط: أنت ابنى اليوم ولدتك" (عب1: 5).

8 إن بنوة المسيح لله هي هدف كتابة الإنجيل:


فإنجيل
مرقس يبدأ بقولة " بدء يسوع المسيح ابن الله" (مر1: 1). فإن كان ابناً
كسائر الأبناء، ما الداعى لهذه العبارة وكل المعجزات الذى ذكرها بعدها..
والقديس يوحنا بعد أن ذكر في إنجيله معجزات لم يذكرها أحد من قبل، وبعد أن
سجل أحاديث المسيح الدالة على لاهوته، قال بعد ذلك " وآيات أخر كثيرة صنعها
يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن
يسوع هو المسيح ابن الله، ولكى تكون إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20: 30، 31).
إذن فهى ليست بنوة عادية، وإنما بنوة تثبتها كل تلك الآيات الدالة على
لاهوته. وإن كان ابناً عادياً، فما لزوم سرد

10 كانت بنوة المسيح لله سبب حكم مجمع السنهدريم عليه:


لقد
احتار رؤساء الكهنة كيف يحكمون عليه، بعد أن تقدم للشهادة شهود زور كثيرون
لم تتفق أقوالهم، حينئذ قال له رئيس الكهنة " استحلفك بالله الحى أن تقول
لنا هل أنت المسيح ابن الله؟" (متى 26: 63). فإن كانت بنوة عادية مثل بنوة
باقى الناس لله، ما معنى أنه يستحلفه رئيس الكهنة أمام أكبر محفل كهنوتى
وقتذاك ويسأله عن بنوته. فلما أجابة المسيح بالإيجاب، وأضاف على ذلك أمرين
يلقيان بلاهوته وهما جلوسه عن يمين القوة، وإتيانه على سحاب السماء " مزق
رئيس الكهنة ثيابة، وقال قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم
تجديفه" (متى26: 63 65). وقدموه للموت لهذا السبب.

11 وبنوة المسيح لله كانت موضع حيرة الشيطان:


لذلك
نراه في التجربة على الجبل يقول له " إن كنت ابن الله، فقل أ تصير هذه
الحجارة خبزاً" (متى4: 3). سؤال الشيطان يقصد به هذا النوع من البنوة لله
التى لها قدرة معجزية خارقة للعادة تحول الحجارة خبزاً وليست بنوة عادية
مثل بنوة سائر الناس. ولعل نفس السؤال به الشيطان وقت الصليب على ألسنة
الناس القائلين له " إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (متى27: 40). إذن
فالمفهوم هنا من الكل أنها بنوة لها قوة المعجزة التى تستطيع أن تنزل من
على الصليب، وليست بنوة عادية يشترك فيها الكل.

12 وهذه البنوة كانت موضع بشارة الملاك للعذراء:


لقد
قال لها " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضاً القدوس
المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). فلو كان ابناً لله كسائر الناس، ما
كان الأمر يحتاج إلى حلول الروح القدس، وقوة العلى على والدته، لكى بذلك
يدعى ابن الله. إذن هي هذه البنوة التى من الروح القدس، كما قال الملاك
أيضاً ليوسف " الذى حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى1: 20). وهي البنوة
التى يدعى بها قدوساً، وهذه صفة من صفات الله. وقال الملاك أيضاً للقديسة
العذراء عن ابنها أنه " يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطية الرب الإله
كرسى داوود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. ولا يكون لملكه نهاية"
(لو1: 32، 33).. ولا يوجد إنسان من بنى البشر لايكون لملكه نهاية، ويملك
إلى الأبد. إنما هذه صفة من صفات الله. إذن فقد كانت بشارة العذراء عن بنوة
المسيح لله تحمل معنى اللاهوت الذى يملك إلى الأبد ولا تكون لملكه نهاية.
ولعل هذه البشارة تذكرنا بما ورد عن هذا الأبن في نبوءة دانيال إذ قال عنه
كابن للإنسان ط اعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب والأمم
والألسنة سلطاناً سلطان أبدى ما لن يزول، وملكوته لاينقرض" (دا7: 13، 14).

13 وارتباط هذه البنوة بألوهيته أمر ورد في نبوءة اشعياء:


فقد
قال " يولد لنا ولد، ونعطى ابناً. وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه
عجيباً مشيراً إلهاً اباً أبدياً رئيس السلام" (اش9: 6). فهناك عبارة " ابن
"، وعبارة "إلهاً قديراً" تجتمعان معاً في نبوءة واحدة. وحتى كلمة
(عجيباً) تذكرنا بقول الرب لمنوح آبى شمشون " لماذا تسألنى عن اسمى وهو
عجيب" (قض 13: 18، 22).

14 وهذه البنوة المرتبطة بالألوهية وردت في سفر الأمثال أيضاً:


قال
" من يصعد إلى السماء ونزل؟ من جمع الريح في حفنتيه؟ من صر المياة في ثوب؟
من ثبت جميع اطراف الأرض؟ ما اسمه وإسم ابنه إن عرفت؟!" (أم30: 4). وهنا
لايتحدث عن واحد من أبناء عديدين، إنما عن ابن واحد يتميز عن الكل، لأنه من
طبيعة الله ولاهوته.

15 وورد الاعتراف ببنوته لله في معجزة المشى على الماء:


معجزة
المشى على الماء كانت تحمل معنى اللاهوت، لأنها سلطان معجزى على الطبيعة.
وقد مشى المسيح على الماء، بمعجزة عجيبة لم يروها من قبل فقال له بطرس " إن
كنت أنت هو، فمرنى أن آتى إليك على الماء " فسمح له " ومشى بطرس بقوة
الرب. ثم شك فسقط فنجاه الرب. فماذا حدث؟ يقول الكتاب إن " الذين في
السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 25 33).
هل يقصدون بهذه العبارة بنوة عادية مثل بنوة باقى البشر لله؟ مستحيل.
فالبنوة العادية ليس دليلها على الماء، والسماح لتلميذه بالمشى على الماء
مثله. لذلك سجدوا له وهم يقولون هذه العبارة. وفى هذا السجود اعتراف بأنه
ابن الله من نوع فريد ليس لأحد من الناس، بنوة لها قوة المعجزة الخارقة
والسيطرة على الماء والريح.

16 وبسبب نفس الاقدرة المعجزية للاهوته، إعتراف نثانائيل بأن المسيح ابن الله:


قال
الرب لنثانائيل " قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك" (يو1: 48).
فلما أدرك نثانائيل قوة الرب على معرفة الغيب سواء برؤيته، أو بقصة مخفاة
في حياة نثانائيل، أجاب وقال " يا معلم أنت ابن الله" (يو1: 49). وطبعاً لم
يكن المقصود هنا البنوة العامة لبنى البشر، وإنما البنوة التى لها من صفات
اللاهوت معرفة الغيب. والسيد المسيح تقبل هذا الاعتراف من نثانائيل، وأضاف
عليه ما يقوى هذا الإيمان فيه. فقال له " هل آمنت لأنى قلت لك أنى رأيتك
أنى تحت التينة؟ سوف ترى أعظم من هذا.. من الآن ترون السماء مفتوحة،
وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو50: 51).

17 وإيمان قائد المائة ببنوة المسيح لله، إيمان مرتبط كذلك بمعجزة:


يقول
إنجيل معلمنا متى " وأما قائد المائة والذين معه يحرسون يسوع، فلما رأوا
الزلزلة وما كان، خافوا جداً وقالوا: حقاً كان هذا ابن الله" (متى27: 54).
أنظر أيضاً (مر15: 38: 39). إنهم رأوا معجزة الزلزلة، والظلمة أيضاً التى
حدثت على الأرض كلها وقت الصلب، من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة أى
في الظهيرة تماماً. لذلك آمنوا وقالوا: حقاً كان هذا ابن الله. وهم يقصدون
طبعاً البنوة من لاهوته التى لها السيطرة على الطبيعة. لذلك قال الكتاب
إنهم خافوا. ولعله قد قوى إيمانم هذا، لما حدث أن أحد العسكر ضربة بالحربة
فخرج من جنبه دم وماء" (يو19: 34).

18 ومعجزية العماد هي التى جعلت المعمدان يشهد أن المسيح ابن الله:


لقد
شهد يوحنا وقال " وأنا لم أكن أعرفه. ولكن الذى أرسلنى لأعمد بالماء، ذاك
قال لى الذى ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه، فهذا هو الذى يعمد بالروح
القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو1: 34). وهذه البنوة لله
التى يشهد بها يوحنا الكاهن والنبى، ليست هى بنوة عادية إنما هى بنوة بعد
معجزة، تحمل معنى الاعتراف بلاهوته، إذ أنه قال في نفس المناسبة " هذا هو
الذى قلت عنه يأتى بعدى رجل كان قدامى، لأنه كان قبلى" (يو1: 30) والمعروف
أن المسيح ولد بعد يوحنا المعمدان بسته أشهر.

19 والاعتراف بهذه البنوة، ظهر في معجزة منح البصر للمولود أعمى:


بعد
المعجزة قابله الرب وقال له: أتومن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو يا سيد
لأومن به. فقال له يسوع قد رأيته، والذى يتكلم معك هو هو. فقال أومن يا
سيد وسجد له" (يو9: 35 38). إلى إيمان، وإلى معجزة، وكانت نتيجتها أنه سجد
له كابن الله.. ويزيد هذه المعجزة أهميته وهنا ليس الحديث عن بنوة عادية
لله يشترك فيها جميع الناس، وإلا ما كان المولود أعمى يسأل: من هو يا سيد؟
ولو كانت بنوة عامة لقال المولود أعمى: كلنا أبناء الله وأنا نفسى ابن
الله، لكنها بنوة إحتاجت أنها تحمل اعلاناً من السيد المسيح نفسه أنه ابن
الله وتحمل ايضاً دعوته الناس إلى هذا الإيمان.

كذلك الإيمان به كابن الله أمر احتاج إلى كرازة وشرح
:


ويظهر
هذا الأمر واضحاً في إيمان الخصى الحبشى، الذى قابله فيلبس وكان هذا الخصى
يقرأ نبوءات اشعياء عن المسيح، وما كان يفهم معنى ما يقرأ. فشرح له فيلبس
ذلك الاصحاح. وبشره بيسوع فطلب العماد. فقال له فيلبس " إن كنت تؤمن من كل
قلبك يجوز " فأجاب وقال أنا أومن أن يسوع هو ابن الله" (أع 8: 28 37).
والبنوة العامة لاتحتاج إلى شرح وتفسير وكرازة لأنها للكل. ولعل من نفس هذا
النوع إيمان مرثا التى شرح لها المسيح أنه القيامة والحياة وقال " من آمن
ولو مات فسيحيا. فقالت له: نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله
الآتى إلى العالم" (يو11: 25 27). طبعاً كانت تقصد بنوة لها الصفة
المعجزية تؤيدها عبارة (الآتى إلى العالم). أى أنه ليس من هذا العالم،
وإنما أتى إليه.

21 وهي بنوة أعلنها المسيح في أكثر من موضع:


واضحة
في دعواته أعمى إلى الإيمان (يو9: 35 37). وواضحة أيضاً في قوله لملاك
كنيسة ثياتيرا في سفر الرؤيا " هذا ما يقوله ابن الله الذى له عينان كلهيب
نار" (رؤ2: 18). وواضحة في كل أحاديثه عن الابن.

22 وهي بنوة أقنومية في الثالوث القدوس:


كما
قال السيد المسيح لتلاميذه " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب
والروح القدس" (متى28: 19). واستخدام (اسم) هنا بالمفرد تعنى أن الثلاثة
واحد. ولما كانت بنوته للآب ليست بنوة عامة، وإنما هي بنوة خاصة بمعنى خاص
يعنى لاهوته. لذلك كان يلقب بالابن.

23 وعبارة (الابن) في الكتاب تعنى المسيح وحده:

وفي
هذا يقول السيد المسيح عن نفسه " إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون
أحراراً" (يو8: 36).قال هذا يبشرهم بأنه جاء ليحرره من خطاياهم. وقال
القديس يوحنا الانجيلى " من له فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له
حياة" (1يو5: 12). وهكذا جمع في آية واحدة بين عبارتى الابن وابن الله
ليدلا على كائن واحد. وقال أيضاً "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل
الابن مخلصاً للعالم" (1يو4: 14). وعبارة الابن وحدها تعنى المسيح. وقال
القديس يوحنا المعمدان " الآب يحب الابن، وقد دفع كل شئ في يده. الذى يؤمن
بالابن له حياة أبدية. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب
الله" (يو3: 35، 36). وواضح أن استعمال كلمة (الابن) هنا خاص بالسيد
المسيح وحده، يضاف إليه بركات الإيمان به، ودفع كل شئ إلى يدية، أي كل
سلطان، حتى سلطان منح الحياة الأبدية. إن المسيح كان يتحدث عن نفسه
باعتباره الابن وابن الله.

24 واليهود كانوا يفهمون هذه البنوة لله بمعناها اللاهوتى:


لذلك
لما سألوه في مجمع السنهدريم هل أنت المسيح ابن الله وأجاب بالإيجاب. مزق
رئيس الكهنة ثيابة وقال: قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود" (متى26: 65).
ويقول إنجيل يوحنا " من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم
ينقض السبت فقط، بل قال أيضاً إن الله أبوة معادلاً نفسه بالله" (يو5:
18). لاهوته هذا كان سبب طلبهم قلته إذ قالوا له " لسنا نرجمك لأجل عمل حسن
بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو10: 33). وهذه هي
التهمة التى قدموه بها للصلب، وقالوا لبيلاطس " لنا ناموس، وحسب ناموسنا
يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله" (يو19: 7). وليست البنوة العامة تدعو
إلى الحكم بالموت، هذه التى يقول فيها اشعياء النبى " أنت يارب أبونا"
(اش64: Cool. ولكنها البنوة الخاصة التى يفهم منها لاهوته، وأنه معادل لله.

لقد
أطلق على السيد لقب ابن الله الوحيد، لتميزه عن باقى أبناء الله الذين
دعوا ابناء بالمحبة، بالإيمان، بالتبنى، أما هو فإنه الابن الوحيد الذى من
نفس طبيعة الله وجوهره ولاهوته. وقد دعى ابناً في المواضع الآتية:

1
" الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18)
أى أنه أعطى خبراً عن الله، أى عرفنا الله عن طريق ابنه المنظور لنا
بتجسده، بينما الآب غير منظور في لاهوته. وهكذا قال في موضع آخر لتلميذه
فيلبس " الذى رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟!" (يو14: 9).

2
ورد تعبير الابن الوحيد في قوله أيضاً " هكذا أحب الله العالم، حتى بذل
ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3:
16).


3 " الذى يؤمن به لا يدان. والذى لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو3: 18).


وكون
الإيمان بهذا الابن الوحيد يؤهل للحياة الأبدية، ويمنع الدينونة، فهذا
دليل على لاهوته، إن سلك الإنسان حسبما يليق بهذا الإيمان.


4
كذلك قال القديس يوحنا في رسالته الأولى " بهذا اظهرت محبة الله فينا، أن
الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به" (1يو4: 9). ولا يمكن أن
نحيا به إلا إن كان هو الله، لأن الله هو مصدر الحياة.


5
وقال في الاصحاح الأول من انجيله " والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا
مجده كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً" (يو1: 14). وهنا يتحدث عن
المجد اللائق به كابن الله الوحيد.هذه خمسة شواهد من الكتاب تتحدث عن السيد
المسيح باعتباره الابن الوحيد للآب، تمييزاً له عن باقى البشر. أما دليل
بنوته على لاهوته فيكفى في هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة
الأبدية. والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة، بينما عدم الإيمان به
سبب الدينونة. وأن له المجد اللائق بابن الله الوحيد.

علاقة
الابن بالآب تثبت لاهوته " وغالبيتها اعلانات من السيد المسيح نفسه عن هذه
العلاقة. وفى البعض منها أراد اليهود قتله. وسنفحص أهم خصائص العلاقة بين
الآب والابن.

1 كون الابن عقل الله الناطق:


أو
نطق الله العاقل (اللوجوس)، فهذا يعنى لاهوته بلاشك. لأن الله وعلقه كيان
واحد. وقد قيل في ذلك أيضاً عن المسيح أنه حكمة الله وقوة الله (1كو1: 23،
24). وهذا كله المقصود بكونه ابن الله، وابن الله الوحيد، كما سبق وشرحنا.

2 قال السيد المسيح " أنا والآب واحد" (يو10: 30).


وفهم
اليهود خطورة هذا التصريح من جهة لاهوته. فأمسكوا حجارة ليرجموه. فلما
سألهم عن السبب، قالوا له " لأجل تجديف. فإنك وأنت تجعل نفسك إلهاً" (يو10:
31 33). وقد كرر السيد المسيح حقيقة أنه هو والآب واحد، وذلك في المناجاة
الطويلة بينه وبين الآب، التى قال له فيها عن تلاميذه " أيها الآب احفظهم
في اسمك. الذين أعطيتنى ليكونوا واحداً، كما أننا نحن واحد" (يو17: 11).
وكرر هذه العبارة أيضاً " ليكونوا واحداً، كما أننا نحن واحد" (يو17: 22).
أى ليكونوا هم كنيسة واحدة، فكرر واحداً، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة
واحدة.

3 وقال السيد المسيح أيضاً " أنا في الآب والآب في" (يو14: 10).


وكرر
هذا التعبير مرة أخرى. " صدقونى أنى في الآب والآب في، وإلا فصدقونى لسبب
الأعمال نفسها" (يو14: 11). أى الأعمال التى يعملها وتدل على لاهوته، مثل
أعمال الخلق مثلاً.. (يو1: 3) (كو1: 16). وقد كرر نفس العلاقة في مناجاته
للآب فقال " أنت أيا الآب فى وأنا فيك" (يو17: 21). وكون الآب فيه، معناه
أن فيه اللاهوت، أى اتحاد اللاهوت بالناسوت. ولعل أفضل تفسيراً لهذا، هو
قول القديس بولس الرسول عن المسيح إن " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً"
(كو2: 8، 9). والحلول أقنومة، مثل حلول النور في الشمس، أو حلول الحرارة في
النار. أو حلول الفكر في العقل، بحيث يفهم منه أنهما كيان واحد.

4 وقال السيد المسيح أيضاً عن قوة علاقته بالآب، وذلك في نفس مناجاته للآب:


"
كل ما هو لى فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى" (يو17: 10). وهو تصريح لايمكن
أن يصدر عن بشرىة، لأن معناه المساواة الكاملة بينه وبين الآب. وهذا الذى
كان بسببه يريد اليهود أن يرجموه، لأنه كان يجعل نفسه معادلاً لله (يو5:
18). وقد قال بولس الرسول في ذلك إنه " إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة
أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه" (فى2: 6) أى أنه عن تصرف كمعادل لله،
ما كان ذلك يحسب منه اختلاساً، لأنه هو كذلك. وقد كرر الرب نفس عبارته في
(يو16: 15) " كل ما للآب فهو لى ".

5 وصرح السيد المسيح أيضاً بأنه يعمل أعمال الآب..


فقال
لليهود " إن كنت لست أعمل أعمال أبى، فلا تؤمنوا بى. ولكن إن كنت أعمل،
فإن لم تؤمنوا بى، فآمنوا بالأعمال، لكى تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فى وأنا
فيه" (يو10: 37، 38) " فطلبوا أن يمسكوه" (يو10: 39). وكونه يعمل أعمال
الآب دليل على لاهوته، لذلك أراد اليهود أن يقتلوه. كذلك لما قال " أبى
يعمل حتى الآن، وأنا أيضاً أعمل" (يو5: 17) اعتبر اليهود كلامه هذا إعلاناً
لمساواته للآب. لذلك قيل بعدها مباشرة " فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون
أكثر أن يقتلوه" (يو5: 18). وفي الاصحاح الخامس من إنجيل يوحنا شرح مفصل من
الرب لهذه النقطة ونذكر من ذلك قوله " كما أن الآب يقيم الموتى ويحيى،
كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21)..

6 وقال أيضاً " لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو5: 22).


وهذا كلام لايجرؤ إنسان بشرى أن يقوله، لأنه يحمل مساواة للآب في الكرامة، وهذا دليل على لاهوته.

7 كذلك قال " أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بى" (يو14: 1).


وكون الناس يؤمنون به كما يؤمنون بالآب، دليل على المساواة بينه وبين الآب وبالتالى دليل على لاهوته.

8 وقال " من رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).


ووبخ
بذلك فيلبس لما قال له " أرنا الآب وكفانا " أجاب " أنا معكم زماناً هذه
مدته، ولم تعرفني يا فيلبس؟! الذي رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا
الآب؟ ألست تؤمن أنى أنا في الآب، والآب في" (يو14: 8 10). وقال لتلاميذه "
لو كنتم قد عرفتموني، لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه"
(يو14: 7). حقاً إننا نرى الآب في شخص ابنه، لآنه هو صورة الآب وهو رسم
جوهره وبهاء مجده" (عب1: 3). ولعل هذا ما عبر عنه القديس يوحنا الإنجيلي
بقوله " الله لم يره أحد قط. الآبن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خير"
(يو1: 18). أى رأينا الله في شخصه..

9 هناك علاقة أخرى بين المسيح والآب تثبت لاهوته وهي: جلوسه عن يمين الآب.

· وهذه الحقيقة سجلها الوحى الإلهى في مواضع كثيرة، نذكر منها:

أ
قول السيد المسيح لأعضاء مجمع السنهدريم أثناء محاكمته " من الآن تبصرون
ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" (متى26: 64).

ب قول القديس اسطفانوس أثناء استشهاده " ها أنا أرى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله" (أع7: 56).


ج قول القديس الإنجيلي في قصة الصعود " ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله" (مر16: 16).


د قول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح " بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس عن يمين العظمة في الأعالي" (عب1: 2، 3).


ه
وفي شرحه كيف أن المسيح أعظم من الملائكة، قال " لمن من الملائكة قال قط:
اجلس عن يمين، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (عب1: 13). وقد أخذ هذا عن
مزمور (110: 1). الذى ورد فيه الرب لربى اجلس عن يمينى.. ".


فماذا يفهم من جلوس المسيح عن يمين الآب؟


·
الآب ليس له يمين ولا شمال، لأنه غير محدود. كما أنه مالئ الكل. لا يوجد
فراغ عن يمينه لكى يجلس فيه أحد. فما معنى الجلوس عن يمينه؟

· إن كلمة اليمين ترمز إلى القوة وإلى البر وإلى العظمة.


كما قيل " يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتني. يمين الرب صنعت قوة فلن
أموت بعد بل أحيا" (مز117). ويعنى أن قوة الله صنعت هذا وهنا يمين الآب وبر
الآب وعظمته. ولذلك قيل أيضاً عن الابن إنه جلس عن يمين القوة حيناً، وعن
يمين العظمة حيناً آخر.


· وكلمة جلس هنا تعنى استقر..


ومعنى
هذا أن الابن الذى في إخلائه لذاته كان يبدو أمامكم في ضعف، تلطمونه
وتجلدونه، وتصلبونه، هذا بالصعود قد دخل في قوته. ولم تعودوا ترونه ضعيفاً
فيما بعد.. حتى أنه في مجيئه الثانى سيأتى على السحاب، في مجده، محاطاً
بالملائكة والقديسين (متى25: 31). لأنه في المجئ الثانى سيأتى " بقوة ومجد
كثير" (متى24: 30). كذلك فإن الابن الذى وقف أمامكم كخاطئ ومذنب، ووقف أمام
الآب حاملاً كل خطايا العالم.. هذا سيجلس عن يمين أبيه، أى في بره، لا
يجرؤ أحد أن يتهمه فيما بعد.

إن عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعنى أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن في مجده.


ولهذا
قيل في جيئة الثاني إنه يأتى " بمجده ومجد الآب" (لو9: 26) وقيل "إن ابن
الأنسان سوف يأتى في مجد أبيه مع ملائكته" (متى16: 27) هذا المجد هو الجلوس
عن يمين الآب.

ينقسم هذا الإثبات إلى أربع نقاط هي
:

1 الله روح.

2 الله هو المتصرف في روحه طبعاً.

3 السيد المسيح يسكب روح الله، ويرسل روح الله، وينفخ روح الله.

4 استنتاج لاهوت المسيح.

1 الله روح:


وهذا
واضح من قول السيد المسيح نفسه " الله روح، والذين يسجدون له فبالروح
والحق ينبغى أن يسجدوا" (يو4: 24). وأيضاً قول الرسول " وأما الرب فهو
الروح" (2كو3: 17).

2 الله هو الذى يسكب روحه:


وواضح
هذا من قول الرب في سفر يؤئيل " أنا الرب إلهكم وليس غيرى ويكون بعد. ذلك
أنى أسكب روحى على بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم احلاماً، ويرى
شبابكم رؤى" (يؤئيل 2: 27 29). وفي (خر39: 29) " لأنى سكبت روحى على بيت
إسرائيل يقول السيد المسيح الرب ".

3 والله يرسل روحه إلى العالم، أو يجعل روحه على البشر:


يقول
المزمور " نرسل روحك فتخلق، وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30) ويقول الرب في
سفر حزقيال " وأجعل روحى في داخلكم" (خر36: 27). وفي سفر العدد " يا ليت
أنى كل الشعب كانوا أنبياء إذا جعل الرب روحه عليهم (عد11: 29). ويقول بولس
الرسول ".. الله الذى أعطانا أيضاً روحه القدوس" (1تس4: Cool.

4 ومع ذلك فالسيد المسيح قد سكب روح الله على التلاميذ.


وهذا
واضح من (أع2: 33). وهذه النقطة بالنسبة إلى شهود يهوه ليست في حاجة إلى
إثبات. فهم يعترفون بها في كتابتهم (.. ليكن الله صادقاً ص 44 فقرة 5) إذ
يقولون " إن روح الله قد انسكب بيد يسوع على التلاميذ في يوم الخمسين.

5 والسيد المسيح يرسل روح الله:


وهذا
صريح جداً في إنجيل يوحنا إذ قال السيد لتلاميذه " ومتى جاء المعزى الذى
أرسله إليكم من الآب، روح الحق الذى من عند الله ينبثق، فهو يشهد لى"
(يو15: 26). وقال لهم أيضاً " لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى. ولكن إن
ذهبت أرسله إليكم (يو16: 7). وقال لهم أيضاً " لأنه إن لم أنطلق يأتيكم
المعزى. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" (يو16: 7).

6 السيد المسيح ينفخ روح الله:


كما ورد في إنجيل يوحنا " ولما قال هذا نفخ وقال: إقبلوا الروح القدس" (يو20: 22).

# استنتاج:


7 من كل هذا يمكن أن نستنتج لاهوت المسيح:

أ
من ذا الذى يستطيع أن يسكب روح الله، ويرسل روح الله ن وينفخ روح الله في
الناس، إلا الله ذاته. وإن كان السيد المسيح قد فعل ذلك، ألا يكون هو الله
إذن؟

ب يقول الله في سفر يؤئيل " أنى أسكب روحي على كل بشر "
ويستشهد بطرس الرسول بهذه الآية عند حلول الروح القدس في يوم الخمسين: "
يقول الله إنى أسكب من روحى على كل بشر" (أع2: 16، 17). بينما يقول في سفر
الإصحاح إن المسيح بعدما ارتفع " سكب هذا الذى أنتم تبصرونه وتسمعونه"
(أع2: 33). فمن يكون المسيح إذن، هذا الذى يسكب روح الله على الناس، إلا
الله نفسه.


ج لايمكن أن نتصور، ولايتصور شهود يهوه، أن هناك قوة غير الله تستطيع أن ترسل روح الله أو تسكب روح الله.


10- علاقاته الأخرى بالروح القدس


وسنعرض هنا نقطتين هامتين:

أ قول الرب في حديثه مع التلاميذ عن الروح القدس:

" ذاك يمجدنى، لأنه يأخذ مما لى ويخبركم" (يو16: 14).

"
كل ما للآب هو لى. لهذا قلت إنه يأخذ مما لى ويخبركم" (يو16: 15). فكيف
يمكن لروح الله أن يأخذ من أحد ليعطى الناس؟.. روح الله الذى كان يتكلم في
أفواه الأنبياء، والذى كان يعرفهم بكل شئ، ويمنحهم المواهب المختلفة.. كيف
يمكن أن يأخذ روح الله من المسيح إلا أن يكون المسيح هو الله نفسه.

فما هو التفسير الروحى لأخذ الروح القدس من المسيح؟


المسيح هو الأقنوم الثاني متجسداً.
والأقنوم الثاني هو اقنوم العقل والمعرفة والفهم والنطق في الثالوث
القدوس. لذلك فإن الروح القدس يمكن لاهوتياً أن يأخذ من أقنوم المعرفة.
وأيضاً يفسر السيد المسيح هذا الأمر بقوله " كل ما للآب فهو لي " وهذه آية
أخرى تثبت لاهوته سنتعرض لشرحها عندما نتكلم عن علاقة الآب بالابن.

تفسير آخر:
هو أن الروح القدس يأخذ من استحقاقات الفداء التى قدمها المسيح، ويعطى
الناس في أسرار الكنيسة. مثال لذلك: يأخذ من استحقاقات الغفران التي تمت في
فداء المسيح لنا، ويخبر الناس أن خطاياهم قد غفرت، سواء في سر المعمودية،
أو في سر الافخارستيا.


ننتقل إلى نقطة أخرى في اثبات لاهوت المسيح وهي:


ب دلالة أن المسيح حبل به من الروح القدس:

نرجع
إلى قصة ميلاد المسيح، فنرى أن القديس متى الإنجيلي يقول " ولما كانت مريم
أمة مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس" (متى1: 18).
ويؤيد هذا بقول الملاك ليوسف ".. لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس"
(متى1: 20). والقديس لوقا الإنجيلي يسجل كلام الملاك للقديسة العذراء، ومنه
" الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضاً القدوس المولود
منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).

# استنتاج:


فمن يكون المسيح إذن
؟ وماذا تكون طبيعته؟

1
إنه من روح الله، كما يقول متى الرسول " الذى حبل به فيها هو من الروح
القدس " لذلك حل روح الله على مريم، ووجدت حبلى من الروح القدس، ولما كان
المسيح قد ولد من روح الله، لذلك كانت لولادته نتيجتان حسب رواية لوقا
الإنجيلي: أنه قدوس، وأنه ابن الله وكلاهما يدلان على لاهوته.

2
الله روح (يو4: 24). والمسيح من روح الله، إذن هو من ذات جوهر الله وله نفس
طبيعته. لذلك دعى قدوساً، وهذا اسم من أسماء الله، حسبما قالت السيدة
العذراء في تسبحتها " واسمه قدوس" (لو1: 49). وهذه النقطة سنفرد لها بحثاً
خاصاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايهاب ابن الملك

لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس 661310
ايهاب ابن الملك


اكتب ايه : نشكر الله
من هو شفيعك : ابونا يسطس الانطونى
رقم العضويه : 1
الابراج : الحمل
عدد المساهمات : 656
نقاط : 1667
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/06/2011
الموقع : https://sonsking1234.yoo7.com

لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس   لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس Icon_minitimeالأحد أغسطس 21, 2011 10:07 pm

لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس 509880146 انت الملك ولا غيرك ملك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مقدمة فى شرح عقيدة الثالوث القدوس
» ما هو الثالوث عند المؤمنين؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابناء الملك :: منتدى السيد المسيح :: الوهيه السيد المسيح-
انتقل الى:  
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط البابا كيرلس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى ابناء الملك على موقع حفض الصفحات
اضافه جديده

منتديات ابناء الملك

قوانين المنتدى     المنتدي العام    منتدي المسيح    منتدي للتاملات والصلاه     منتدي ايات من الكتاب المقدس    منتدى اسلاميات     المنتدي الصوتيات والمرئيات      منتدى تاريخ الكنيسه    منتدى الصور المسيحية    الكتاب المقدس العهد الجديد    منتدي العهد القديم    المنتدي سير القدسين    منتدي اللاهوت

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
00
راديو مارمرقص
كود راديو مار مرقص القس باسيلي سمير
تويتر
rss
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
001


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا فى اسرة ابناء الملك ...

للتسجيل اضغط هـنـا