مهرائيل بنت الملك
نائب المدير
اكتب ايه : المر الذي تختاره لي خير من الشهد الذي اختاره لنفسي من هو شفيعك : ام النور والقديسة مهرائيل رقم العضويه : 2 الابراج : عدد المساهمات : 353 نقاط : 1028 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/08/2011
| موضوع: اسئلة ونحن نجيب السبت ديسمبر 17, 2011 10:52 am | |
| ما معنى الغفران في المسيحية ؟
كلمة غفران في الكتاب المقدس, تعني تغطية الخطايا, أو سترها أو التكفير عنها. و قد استعلمت لأول مرة في سفر التكوين 6: 14 بمعنى "طلي" ثم تطورت بالمعنى حتى استعملت للغطاء في قدس الأقداس. وفي العهد الجديد استعملت للتكفير عن الخطايا بدم المسيح. اذن فالغفران هو ستر خطايانا بدم كفارة المسيح. في الواقع أنه حين نتأمل في موضوع الغفران من خلال الكتاب المقدس , يتضح لنا أن المسيح , هو علة غفران خطايانا, لانه كفر عنها, بموته على الصليب. هذه الحقيقة تكشفت للرسول يوحنا, فكتب لنا شهادته, إذ قال: 1 يوحنا 2: 1 وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار 2 وهو كفارة لخطايانا. أيضا جاءت كلمة غفران بمعنى رفع الخطايا, كقول يوحنا المعمدان: يوحنا 1: 29 هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم.
*****
لماذا لا يغفر الله بدون كفارة ؟
- لان الله حاكم أدبي على جميع البشر, ومن مستلزمات عدالته و بره, أن يحترم الشريعة. والشريعة تقول: حزقيال 18: 4 النفس التي تخطئ هي تموت. - إنه لصالح جميع البشر, أن تحترم الشريعة. لأن احترام الشريعة ضمان الأمان والطمأنينة. - كان يجوز للبشر أن يتقدموا بهذا السؤال الذي فيه شيء من الاعتراض, لو كانوا هم أنفسهم مطالبين بتقديم الكفارة. أما وقد قدم الله نفسه هذه الكفارة, فمن الواجب أن: رومية 3: 19 يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله.
ولكن الله, الذي هو غني في الرحمة, فلأجل مسرته: رومية 3: 24 متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله. ******** الإنسان والغفران
من المسلم به أن الذين يشعرون بشناعة خطاياهم يحاولون إرضاء الله بوسائل مختلفة لكي يغفر لهم:
1. بالأعمال الصالحة: الأعمال الصالحة, لها قيمة طيبة في حد ذاتها, و لكنها لا تستطيع أن تنال غفران الله عن الخطايا السالفة. هذه الحقيقة أعلنت لنا على لسان إشعياء النبي حين قال: اشعياء 64: 6 وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل اعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا. وهذه الحقيقة نفسها كشفت للرسول بولس , فكتب لنا وصيته الملهمة بالروح القدس: افسس 2: 8 لانكم بالنعمة مخلّصون بالايمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. 9 ليس من اعمال كي لا يفتخر احد 10 لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها. ونفهم من قول الرسول المغبوط, أن الأعمال الطيبة التي يقوم بها الإنسان لا يمكن أن تنيله الغفران. لأن لا فضل له فيها, إذ هي من الواجبات الضرورية, التي وضعت عليه. والمسيح نفسه أشار إلى هذه الحقيقة حين قال: لوقا 17: 10 متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون.لاننا انما عملنا ما كان يجب علينا. فكأن المسيح, يذكرنا بالوصية الأولى والعظمى في الناموس: لوقا 10: 27 تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. و هذه الوصية تعني أن محبتنا للرب يجب أن تقترن بخدمته والعمل الصالح قدام عينيه. ولعل أروع مثل نتعلمه في سيرة داود الذي حين قدم هو ورجاله كمية ضخمة من الذهب لبناء الهيكل قال: اخبار الايام الاول 29: 14 ولكن من انا ومن هو شعبي حتى نستطيع ان ننتدب هكذا. لان منك الجميع ومن يدك اعطيناك. 15 لاننا نحن غرباء امامك ونزلاء مثل كل آبائنا. ايامنا كالظل على الارض وليس رجاء. 16 ايها الرب الهنا كل هذه الثروة التي هيأناها لنبني لك بيتا لاسم قدسك انما هي من يدك ولك الكل. صحيح أن الأعمال الصالحة ضرورية جدا نظرا لتوافقها مع أفكار الله, لكن الأعمال الصالحة لا يمكنها أن تشتري الغفران, و إلا لحذفت كلمة نعمة من معاجم اللغة.
2. الصلاة: الصلاة أيضا ليست بوسيلة غفران فالخاطئ قد أساء إلى الله, و ليس باستطاعته أن يعوض عن الإساءة بمجرد التوسل والابتهال. و كذلك لا يستطيع بالتوسل والابتهال أن يحظى برحمة الله لان رحمة الله مقترنة بكماله المطلق في العدل. و كذلك الخاطئ لا يتمتع بشفاعة الروح القدس الذي يجعل نفس الإنسان متوافقة مع الله, وبالتالي يشفع في صلاته ويجعلها مقتدرة كثيرا في فعلها. وثمة من يسأل: من يستطيع إذن أن يصلي ؟ الجواب: الذي قبل المسيح, ونال غسل خطاياه بدم صليب الفادي. لذلك فالصلاة ليست وسيلة للحصول على الغفران وإنما هي علاقة طيبة يتمتع بها الإنسان مع الله, بعد غفران خطاياه.
3. الصوم: الصوم مظهر من مظاهر التذلل وكسر النفس, إلا أن ممارسته لا تكفي للتعويض عن الإهانة الموجهة إلى الله بسبب الخطية. وبالتالي, لا يتيح للخاطئ الغفران. و قد عرف بالاختبار أن الذين يصومون طمعا في ثواب الله هم في الواقع لا يؤدون بصومهم عملا نافعا لله وللناس يستحقون من أجله جزاء. فقد قال الله: زكريا 7: 5 لما صمتم ونحتم في الشهر الخامس والشهر السابع وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوما لي انا. 6 ولما اكلتم ولما شربتم أفما كنتم انتم الآكلين وانتم الشاربين.
4. الشفاعة: ليس في الكتاب المقدس تعليم يقول أن شفاعة الأولياء والقديسين الذين سبقونا تغفر الخطايا. وقد جاء في التعليم الرسولي أنه: 1 تيموثاوس 2: 5 لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح 6 الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة. و ليس بأحد غيره الخلاص: اعمال الرسل 4: 12 وليس باحد غيره الخلاص. لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص.
5. التوبة: ما أجمل التوبة ! إنها تحول دون ارتكاب الكثير من الخطايا. و لكنها مع جمالها لا تستطيع غفران ما سلف من الخطايا. إن قاتلا, إرتكب جريمة قتل ولكنه في أثناء المحاكمة يقطع وعدا بالكف عن إرتكاب الجرائم فهل يجد القاضي في وعده سببا للعفو عنه ؟ كلا إطلاقا, لأن القاضي الذي أقيم حارسا على القانون لا يمكن أن ينقضه. فإن كان القاضي الأرضي لا يجيز لنفسه كسر العدالة, فكم بالحري يكون قاضي السماء و الأرض, الذي قال: حزقيال 18: 20 النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن.بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون. **************** كيف نحصل على الغفران إذا ؟
هذا سؤال يتردد على لسان كل خاطئ إستيقظ ضميره من سبات نوم الموت في كل جيل وعصر. والجواب عليه: بالفداء. إذ يقرأ في رسالة كولوسي هذه التسبيحة الرائعة: كولوسي 1: 12 شاكرين الآب الذي اهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور 13 الذي انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته 14 الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا. هذه الحقيقة كشفت لرجال الله, فكتبوا لنا شهاداتهم بما أعلن لهم. منهم إشعياء النبي الذي نقل لنا إعلان الله القائل: اشعياء 53: 11 من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين.
و منهم يوحنا المعمدان, الذي كشف عن بصيرته فعرف أن يسوع هو المسيح فادي الخطاة, فقال: يوحنا 1: 29 هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. في الواقع إن معلنات الله في الإنجيل المقدس, تؤكد لنا أن غفران الخطايا هو نتيجة الفداء الأول. و قد أشار المسيح إلى ذلك حين رسم العشاء الرباني, إذ قال: متى 26: 28 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا. و الغفران ينال بالنعمة, المسيح هو وسيط النعمة. لأن فيه اختارنا الآب للحياة الأبدية, وفيه تبنانا, و فيه باركنا بكل بركة روحية في السماوات. بالفداء العظيم , صار المسيح وسيط صالحنا مع الله. وثمرة الفداء هي غفران الخطايا. وكمية الغفران ليست محدودة, لأن الله غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة. ***** أما نتائج الغفران فهي
1. ارتداد غضب الله عن الخاطئ, و تدفق الرضوان الإلهي عليه بحسب غنى نعمته, التي أنعم بها علينا في المحبوب يسوع. 2. كسر شوكة الآلام المبرحة التي ينشئها نخس الضمير المحتج في قلب الأنسان. 3. رفع العقاب الذي يستحقه الإنسان بسبب خطاياه, وشفاء ضميره من أعمال ميتة ليخدم الله الحي. فشكرا لله لأجل غفرانه.
الامثال 3: 13 طوبى للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم.
| |
|