سياسة تسكين الضمير

سياسة تسكين الضمير

شغلتنى
ومازالت تشغلنى بعض التصرفات التى نراها على مستوى مجتمعنا المصرى قبل
وبعد ثورة 25 يناير فعلى المستوى العام فان هذه التصرفات عند النظر إليها
لأول وهلة تأخذ مسميات عدة غير مقبولة منها الغش ، الرشوة ، الاهمال ،
السرقة ... الخ. ولكن عند مناقشة أصحاب هذه التصرفات تجدهم يبررونها بمررات
مقنعه. ففى حالة الغش فى الامتحان نسمع وللاسف من المراقب يطلب من زميل ان
يمرر له المعلومة بحجة "صاحبك فى زنقة مش تساعده!!؟؟ ".... الخ. من يرشى
ويرتشى تسمع منهم عبارات مثل " دى مش رشوة ده الشاى بتاعى." .... الخ. ومن
يهمل فى عمله تسمع منه عبارات مثل " على قد فلوسهم وهى مرتباتهم دى
مرتبات؟؟!!" .... الخ.
هل
اختلت الموازين؟؟؟ فى الماضى كانت الأمور أوضح وكل فعل له مسمى واضح . فمن
يغش فهو غشاش وليس فى ضيقة يحتاج لمساعدة الزملاء. ومن يترك عمله فهو مهمل
لأنه لا يقوم بعمله الذى يتقاضى عليه الراتب الشهرى أياً كان مقداره....
الخ. أم هى سياسة تسكين الضمير ؟؟!!
وإذا
كان هذا الحال هو حال المجتمع فكنت أتوقع أن يكون الحال أفضل داخل المجتمع
الكنسى، لكنى وللأسف نسخة من المجتمع الخارجى. ولكن كيف؟! والمجتمع الكنسى
على مدار التاريخ مجتمع نؤثر فى المجتمع الخارجى ولا نتأثر به. فإذا كانت
الأسباب التى أدت إلى هذا التردى فى المجتمع العام معروفة وأولها فساد
القادة أو كبار رجال الدولة فماهى الأسباب التى أدت إلى هذا الوضع داخل
مجتمع الكنيسة ؟ أهو فساد الرعاة أم تراخى خدمتهم ؟ أم هى نفس سياسة تسكين
الضمير التى تجعلنا نكيل بمكيالين "ففلان قريب أبونا وفلان من طرف سيدنا
وفلان قريب استاذ فلان أمين الخدمة".

"المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه". (حز4:3)