السلام، وسلامه يختلف عن السلام الذي يمكن أن يحصل عليه الإنسان من مصادر أخرى سواء بشرية أو مادية أو معنوية...يقول السيد
المسيح في الإنجيل المقدس: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ
سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ. " (متى5: 9). وكلمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]طوبى تعني يا لفرح ويا
لسعادة
الانسان الصانع سلاماً...ل
ماذا؟ لأنه سيكون من أبناء الله...أيضاً
قال ربنا يسوع
المسيح بأنه جاء ليلقي سيفاً على الأرض...فكيف نوفق أو نفهم ان يمنح
المسيح السلام وبين كونه يلقي سيفاً على الأرض؟ تابع قراءة المقالة فتعرف حقيقة قصد المسيح ربنا...
المسيح والسلامكيف نحصل على سلا
م المسيح؟ ماذا يعني سلام
المسيح
؟ كيف وأين نعيش سلام المسيح؟ وهل كوننا نحصل على سلام المسيح يعني
أننا لن نواجه مصاعب في حياتنا؟ ولن
نشعر بالحزن ولن نتعرض للمرض ولن نجوع
ولن نعطش ولن نتعرض لأي نوع من أنواع الهموم؟
حتى نفهم السلام العجيب
والفريد والمميز الذي يهبه المسيح للمؤمنين باسمه، علينا أن نرجع للإنجيل
المقدس ونقرأ ماذا يخبرنا وماذا يقول الرب يسوع في الموضوع وكيف فهم
المؤمنون كلامه وسلامه وكيف كانت حياة المؤمنين خلال وجود المسيح بالجسد
على الأرض ومن بعد صعوده الى السماء...وبداية الكنيسة وكيف عبّر المؤمنون
بالمسيح عن ايمانهم وثباتهم بالمسيح بطرق مختلفة...
قال الرب يسوع:
«سَلاماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي
أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي
الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. فَلاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ
تَرْتَعِبْ.. (يوحنا14: 27)...
المسيح والسيف
وقال الرب يسوع أيضاً:
*لاَ
تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ
لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ
عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ
حَمَاتِهَا. وَهَ
كَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
مَنْ أَحَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ أَكْثَرَ مِنِّي، فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.
وَمَنْ أَحَبَّ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ أَكْثَرَ مِنِّي، فَلاَ
يَسْتَحِقُّنِي. وَمَنْ لاَ يَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَهُوَ لاَ
يَسْتَحِقُّنِي. (متى10: 34-38).
للوهلة الأولى يتبين لقارئ هذا الكلام
انه متناقضٌ، كيف يعني أن المسيح لم يأتِ لكي يلقي السلام على الأرض بل
سيفاً، وبعدها يقول سلاماً أترك لكم سلامي اعطيكم؟ كل انسان يود ويرغب بفهم
كلمات المسيح عليه أن يختبر العلاقة السامية المميزة مع المسيح. حتى أنَ
القارئ العادي، ليس
صعب عليه أن يفهم كلمات المسيح اذا فقط قام بمقارنة بين
ما عاناه المؤمنون بالمسيح من مصاعب وبين ردة فعلهم...سيكتشف انه لا يوجد
تناقض ابدا بل بالعكس تماما فهو سيكتشف ان المسيح بالحقيقة معطي السلام.
اتفاق سلام المسيح مع سيفه*لنتأمل
بكلمات المسيح: *لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى
الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ
لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ
أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. وَهَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ
الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ أَكْثَرَ
مِنِّي، فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. وَمَنْ أَحَبَّ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ
أَكْثَرَ مِنِّي، فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. وَمَنْ لاَ يَحْمِلْ صَلِيبَهُ
وَيَتْبَعْنِي، فَهُوَ لاَ يَسْتَحِقُّنِي. (متى10: 34-38).
يفسر البعض
كلمات المسيح بأنه لا يعطي السلام، بل على العكس هو جاء ليحكم بالسيف ويكون
ديكتاتوراً ويتسلط على الناس بالقوة ويعلمهم على الحقد والكراهية ويحرض
الابن كي يتمرد على أبيه والبنت على امها والكنّة على حماتها والعكس بالعكس
وتصير حياة أهل البيت نكد بنكد وتسيطر العداوة بينهم. ويظنوا أيضاً، أن
المسيح أناني، يريد أن يحبه الابن أو البنت أكثر من اهلم، ويريد من الأب
والأم أن يحباه أكثر من محبتهم لأولادهم وما شابه...
هكذا يفكر أعداء المسيح وأعداء الانجيل إما عن قصد يعني هم يفهمون حقيقة كلام المسيح، أو عن جهل لعدم فهمهم قصده.
*السؤال
الذي يطرح نفسه: هل المسيح من علم عن المحبة وقال : احبوا بعضكم
بعضا...وعلم عن المسامحة، وقال سامحوا بعضكم كما انا سامحتكم...وعلم عن
السلام...وقال سالموا بعضكم بعضاً....وكان يخدم الناس ويهتم بحياتهم
الروحية والزمنية...وكان يشبع الجياع ويروي العطشى...ويشفي المرضى ...ويحيي
الموتى....المسيح الذي أعلن انه جاء يفدي البشرية حتى يحررهم من قيود
الخطية وسلطان الموت الأبدي ويمنحهم غفران الخطايا والحياة
الأبدية....معقول أن يكون قد جاء ليحكم ويتسلط بالسيف ويحرّض الناس على
بعضهم البعض؟ طبعاً غير معقول...إذاً، يجب أن يكون هناك قصد حقيقي ومعنى
صحيح صريح لكلمات المسيح. يا ترى ماذا قصد الرب يسوع المسيح؟
*حتى
نفهم ما هو قصد المسيح لنقرأ ماذا جرى للمؤمنين كما هو مكتوب في سفر أعمال
الرسل...وماذا حل بالمؤمنين بالمسيح عبر التاريخ ومازال حتى ايامنا هذه
وخاصة بالمؤمنين بالمسيح من خلفيات غير مسيحية...وايضاً عن مؤمنين خُلقوا
من اب وام مسيحيين لكن لم يكونوا يعرفون المسيح في حياتهم ولكن في وقت ما
تعرفوا به وعرفوه حق معرفة فغير حياتهم....
نقرأ في سفر أعمال الرسل:
وَفِي
ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ وَقَعَ اضْطِهَادٌ شَدِيدٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ
الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ. فَتَشَتَّتَ الإِخْوَةُ جَمِيعاً فِي نَوَاحِي
الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، وَلَمْ يَبْقَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلاَّ
الرُّسُلُ. وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَقَدْ دَفَنَهُ بَعْضُ الرِّجَالِ
الأَتْقِيَاءِ، وَنَاحُوا عَلَيْهِ كَثِيراً. أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ
يُحَاوِلُ إِبَادَةَ الْكَنِيسَةِ، فَيَذْهَبُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ
وَيَجُرُّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَيُلْقِيهِمْ فِي السِّجْنِ.
وَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا كَانُوا يَنْتَقِلُونَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ
مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ.. (أعمال8: 1-4).
من بعد صعود المسيح
للسماء بالجسد، كان عدد المؤمنين بالمسيح يرتفع بكثرة وكانوا مكروهين من
اليهود الذين هم منهم ومن بينهم ابناء وبنات وآباء وأمهات...تعرضت الكنيسة
لاضهاد كبير فكان يتم البحث عن المؤمنين واعتقالهم واقتيادهم للمحاكم
وأقبية التعذيب وكانوا يُعدمون بوسائل مختلفة....
السؤال لماذا حلّت عليهم المتاعب بما ان المسيح قال: سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم؟
لم
يخل المسيح بوعده ابداً، كما قرأنا، كان المؤمنون، وبالرغم من الاضطهاد
الكبير الذي عانوا منه كانوا يفتخرون بإيمانهم ويجاهرون به ويبشرون
بالانجيل باسم المسيح ويدعون الناس للايمان به حتى ينالوا غفران خطاياهم
وخلاصهم الأبدي.
*الرب يسوع سبق وأخبر المؤمنين عن الاضهاد الذي سيتعرّضون له. قال الرب يسوع:
"
اذْكُرُوا الْكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ
مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ أَهْلُ الْعَالَمِ قَدِ اضْطَهَدُونِي،
فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُمْ؛ وَإِنْ كَانُوا قَدْ عَمِلُوا بِكَلِمَتِي،
فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ بِكَلِمَتِكُمْ.. (يوحنا15: 20).
-عِنْدَئِذٍ
يُسَلِّمُكُمُ النَّاسُ إِلَى الْعَذَابِ، وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ
مَكْرُوهِينَ لَدَى جَمِيعِ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي؛ فَيَرْتَدُّ
كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ
بَعْضاً، (متى24: 9و10).
-سَتُطْرَدُونَ خَارِجَ الْمَجَامِعِ، بَلْ
سَيَأْتِي وَقْتٌ يَظُنُّ فِيهِ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُؤَدِّي
خِدْمَةً لِلهِ.. (يوحنا16: 2).
*بولس الرسول تعرض لمشاكل ومصاعب
واضطهادات. يقول بولس الرسول-مِنَ الْيَهُودِ تَلَقَّيْتُ الْجَلْدَ خَمْسَ
مَرَّاتٍ، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ضُرِبْتُ
بِالْعِصِيِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. رُجِمْتُ بِالْحِجَارَةِ مَرَّةً.
تَحَطَّمَتْ بِيَ السَّفِينَةُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَضَّيْتُ فِي عَرْضِ
الْبَحْرِ يَوْماً بِنَهَارِهِ وَلَيْلِهِ. سَافَرْتُ أَسْفَاراً
عَدِيدَةً؛ وَوَاجَهَتْنِي أَخْطَارُ السُّيُولِ الْجَارِفَةِ، وَأَخْطَارُ
قُطَّاعِ الطُّرُقِ، وَأَخْطَارٌ مِنْ بَنِي جِنْسِي، وَأَخْطَارٌ مِنَ
الأُمَمِ، وَأَخْطَارٌ فِي الْمُدُنِ، وَأَخْطَارٌ فِي الْبَرَارِي،
وَأَخْطَارٌ فِي الْبَحْرِ، وَأَخْطَارٌ بَيْنَ إِخْوَةٍ دَجَّالِينَ.
وَكَمْ عَانَيْتُ مِنَ التَّعَبِ وَالْكَدِّ وَالسَّهَرِ الطَّوِيلِ،
وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالصَّوْمِ الْكَثِيرِ، وَالْبَرْدِ وَالْعُرْيِ.
(2كورنثوس11: 24-27)
*بطرس أيضاً نال نصيبه من العذاب والاضطهاد بسبب ايمانه بالمسيح:
-إِلاَّ
أَنَّ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ وَجَمَاعَتَهُ الْمُنْتَمِينَ إِلَى مَذْهَبِ
الصَّدُّوقِيِّينَ مَلَأَتْهُمُ الْغَيْرَةُ مِنَ الرُّسُلِ، فَقَبَضُوا
عَلَيْهِمْ وَأَلْقَوْهُمْ فِي السِّجْنِ الْعَامِّ. وَلَكِنَّ مَلاَكاً
مِنَ الرَّبِّ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ فِي اللَّيْلِ وَأَطْلَقَهُمْ،
وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا إِلَى الْهَيْكَلِ، وَقِفُوا مُعْلِنِينَ
لِلنَّاسِ بِشَارَةَ الْحَيَاةِ الْجَدِيدَةِ كَامِلَةً!» َأَطَاعُوا
وَذَهَبُوا إِلَى الْهَيْكَلِ بَاكِراً عِنْدَ الْفَجْرِ وَبَدَأُوا
يُعَلِّمُونَ. بَيْنَمَا عَقَدَ الْمَجْلِسُ اجْتِمَاعاً، بِدَعْوَةٍ مِنْ
رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَجَمَاعَتِهِ، حَضَرَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ
جَمِيعاً، وَأَمَرُوا بِإِحْضَارِ الرُّسُلِ مِنَ السِّجْنِ، وَلَكِنَّ
الْحَرَسَ لَمْ يَجِدُوهُمْ! فَرَجَعُوا يُخْبِرُونَ َائِلِينَ: «وَجَدْنَا
أَبْوَابَ السِّجْنِ مُغْلَقَةً بِإِحْكَامٍ، وَالْحُرَّاسَ وَاقِفِينَ
أَمَامَهَا، وَلَكِنْ لَمَّا فَتَحْنَاهَا لَمْ نَجِدْ فِي الدَّاخِلِ
أَحَداً!»
فَسَيْطَرَ الذُّهُولُ عَلَى قَائِدِ حَرَسِ الْهَيْكَلِ
وَعَلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ عِنْدَمَا سَمِعُوا هَذَا الْكَلاَمَ،
وَتَسَاءَلُوا: «إِلاَمَ سَيَنْتَهِي هَذَا الأَمْرُ؟» ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى الْمَجْلِسِ يَقُولُ: «إِنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ أَلْقَيْتُمْ فِي
السِّجْنِ هُمُ الآنَ وَاقِفُونَ فِي الْهَيْكَلِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ».
فَذَهَبَ قَائِدُ الْحَرَسِ وَرِجَالُهُ، وَجَاءُوا بِالرُّسُلِ بِغَيْرِ
عُنْفٍ، خَوْفاً مِنَ أَنْ يَرْجُمَهُمُ الشَّعْبُ. فَلَمَّا مَثَلُوا
أَمَامَ الْمَجْلِسِ اسْتَجْوَبَهُمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ قَائِلاً:
«أَمَرْنَاكُمْ بِشِدَّةٍ أَلاَّ تُعَلِّمُوا بِهَذَا الاِسْمِ،
وَلَكِنَّكُمْ قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ
أَنْ تُحَمِّلُونَا مَسْئُولِيَّةَ سَفْكِ دَمِهِ!» فَأَجَابَ بُطْرُسُ
وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ لاَ النَّاسَ. (أعمال5:
17-29).
*من كل هذه النصوص و غيرها، نفهم معنى كلام المسيح عن القائه السيف...
كل
الذين آمنوا بالمسيح تعرضوا لمشاكل بسبب ايمانهم بالمسيح... وهذا هو السيف
الذي قصده المسيح...ولأن المؤمنين آمنوا بالمسيح عبّروا عن ايمانهم بمحبة
صادقة وطاعة كبيرة للمسيح ولم يتنازلوا أو يتراجعوا عن ايمانهم تحت الضغط
والارهاب والتعذيب والقتل...بل بالعكس كانوا متمسكين اكثر بإيمانهم بالمسيح
وبدل أن يخفوه ويستروه كانوا يجاهرون به ويبشرون بالانجيل؟ لماذا يا ترى؟
السبب بسيط...لأن الروح القدس ساكن فيهم ويقودهم ويزرع في قلوبهم وضمائرهم
السلام سلام المسيح الذي وعدهم به...سلام المسيح هو سلام الروح والقلب
والضمير...
سلام يواجه التحديات والمصاعب والخوف...سلام الداخل ينعكس
على الخارج فرح واطمئنان ورجاء...سلام ينبع من القلب والضمير وينعكس على
الآخرين حتى على الأعداء، سلام...يُترجم صبرٌ على الآلام والخوف والتشرد
والجوع والمرض والسجن...سلام بالقلب وبالضمير يثمر شجاعة في مواجهة الموت
بوسائل همجية. كان اعداء المسيح يقطعون رؤوس المؤمنين بالمسيح، أو
يحرقونهم، أو يقلونهم بالزيت، أو يرمونهم طعاماً للأسود والحيوانات
المفترسة...وكانوا مصدر تسلية للأمم الظالمة والمظلمة.
سلام المسيح
الذي غمر قلوبهم وحياتهم...بالمقابل ترك نتائج مذهلة وثمار مباركة، حيث كان
الناس يؤمنون بالمسيح بالآلاف في ذلك الوقت، والانجيل وصل للعالم المعروف
حينها...وكانت الكنيسة تكبر وتكبر وتكبر واسم المسيح يتمجد...
سلام
المسيح...لا يعني أن المؤمن محصنٌ ضد مشاكل الحياة وتحدياتها بكل انواعها
كالمرض، الفقر، الجوع، الاضطهاد....إنما يعني مواجهتها بروح الايمان
وبالرجاء وراحة البال واضعاً كل ثقته بالرب ومتأكداً بأنّ آلام الزمان
الحاضر لا تقاس بالمجد الذي سيستعلن فينا...ومتأكداً أن السلام يبدأ مع
المسيح على الأرض ويستمر في الحياة الأبدية.
*ولا ننسى أن السلام الذي
يمنحنا إياه المسيح هو أيضاً بإزالة الخطية من حياتنا وتطهيرنا من نجاستها
ولا يعود لها سلطان على حياتنا كما يعلمنا الكتاب المقدس.
عندما يكون
الانسان خاضعاً للشر والخطية يكون السلام الحقيقي مفقوداً من حياته...ربما
يظن أنه سعيد وعنده سلام...لكن بالواقع يكون تعيسا ولا بد لهذه التعاسة أن
تنعكس على سلوكه ويصير فريسةً سهلةً للشر الذي مصدره عدو الانسان والمسيح.
أما
الإنسان الذي يؤمن بالمسيح ايماناً حقيقياً، تجده سعيداً وعنده سلام مميز
وحقيقي لأنه سلام وهبه إياه الرب يسوع المسيح. وبالتالي سيترجم في حياته
بركةً وصلاحاً وخيراً لنفسه وللآخرين.
*واليوم، كم نسمع ونقرأ اختبارات
اشخاص كثيرين آمنوا بالمسيح، بالرغم من نكران اهلهم لهم وابتعادهم عنهم ،
نجدهم فرحين بإيمانهم بالمسيح والسلام بادٍ في حياتهم...وختاماً، أترك
معكم هذه الآية المباركة من الإنجيل المقدس:
"فَبِمَا أَنَّنَا قَدْ
تَبَرَّرْنَا عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، صِرْنَا فِي سَلاَمٍ مَعَ اللهِ
بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". (رومية5: 1)