رؤية سوزان كيومينكس

رؤية سوزان كيومينكس

رؤية سوزان كيومينكس Picture08copy

فيما
كنت أصلي اليوم من أجل صديق، أعطاني الرب رؤية. وإذ كنت مستمرة في العبادة
تكلم الرب معي عن هذه الرؤية. وإنني بدوري اُقدمها لك لتمييزها وللصلاة
أيضاً.

هذا ما أراه الرب لي:

إني جالسة على مقعد،
وفجأة أشعر بأني مضطرة لأعبد الرب. وفيما إستمرت في العبادة، إختطفتُ
واُخِذت في الروح الى مكان لا أعلمه. أجد نفسي في منطقة مختلفة لم أتواجد
فيها قبلاً. أرى بناية فأدخل فيها وأجد نفسي واقفة في رواق. والرواق يسير
في إتجاهين مختلفين. كان الرواق طويلاً ومكسواً بالسجاد الأحمر. وكانت عدة
أبواب على طول الرواق. وكل باب يختلف عن الأخر. كانت هناك أبواب عالية
وأبواب قصيرة، أبواب خشبية وأبواب حديدية، أبواب زجاجية وأبواب متقوسة،
وأبواب أخرى كثيرة بحاجة الى الى وصف طويل.

شعرت بتسلية وأنا أنظر
كل تلك الأبواب في ذلك المكان. وصرت أفكر عن مدى الغرابة أن يكون الأمر
هكذا، حينئذ سمعت كلاماً. نظرت الى مقدمة ومؤخرة الرواق محاولة إيجاد مصدر
الأصوات.

صرت أتمشى داخل الرواق الى جهة اليمين. لم تكن الإضاءة في
ذلك الرواق جيدة كما أنها لم تكن ضعيفة أيضاً. لم تكن هناك إنارة ومع ذلك
كان المكان منيراً بعض الشئ مما أمكنني الرؤية. كما لاحظت أنه لم تكن لأي
باب مقبض. كانت الأبواب مسدودة ولكل باب طريقة خاصة في الدخول. وامتدت
الأصوات على طول الرواق فيما كنت مستمرة لأتعقب مصدرها. لاحظت أن السجادة
الحمراء بالية جداً. كانت هناك ممرات مألوفة على ألياف السجادة فاتضح لي
أنه مكان سار في الكثيرون. ومع أن السجادة كانت بالية إلا أنها كانت جذابة
ومسرّة للنظر. كما أنه كان مريحاً التمشي عليها. وفيما كنت أتمشى وصلت الى
نقطة إتصال (تفرّع رواق أخر). نظرت لكني لم أرى أحداً، كما إني لم أسمع
صوتاً من الرواق الأخر، فاستمرت في التمشي في الرواق الذي أنا فيه.

وفجأة
رأيت رجلاً واقفاً أمام باب من على بعد. كان واقفاً عند مقدمة الباب وسيف
في يده. وبدا لي أن مصدر الأصوات أتٍ من وراء الباب. شعرت ببعض الخشية فيما
كنت أتقدم اليه، وإذ كان واقفاً يحرس الباب بدا لي أنه جاد جداً. وفيما
إقتربت اليه، إلتفت نحوي ونظر إليّ. حينئذ علمت أنه لم يكن شخصاً عادياً بل
ملاكاً يحرس ذلك الباب. بدأت أشعر ببعض المضايقة فأردت الإنصراف عنه لأني
شعرت بخوف مفاجئ ولم أرد أن أبدو كحمقاء قدامه.

حينئذ أحنى الملاك
سيفه موجهاً إياه نحوي، وقائلاً لي، "عن مَن تبحثين؟" بدأت أرتجف وقلت له،
"لا أعلم لماذا أنا هنا لكن السيد إستدعاني". فابتسم الملاك وتفرّس فيّ
جيداً وقال، "نعم إنه فعل" ثم تحرك قليلاً الى جهة وأومئ لي للدخول من
الباب. فانفتح الباب دون أن يلمسه أحد. شعرت بفيض من الراحة في داخلي فيما
دخلت الى الغرفة. لم أكن مهيئة للأشياء التي سأراها هناك. دخلت الى غرفة
معلـّقة فيها خرائط على جميع جدرانها. ومع ذلك لم تكن خرائط ورقية بل
كأماكن حقيقية موضوعة على الجدران. كانت كل قارة وكل بلد هناك. هناك
المحيطات والبحار والأنهار. جميعها كانت هناك على الجدران. اندهشت عندما
رأيت ذلك، وصرت أتسائل يا ترى من وضع كل هذه على الجدران. استطعت رؤية
مَقعدين في الغرفة، كما رأيت صفاً من الناس واقفين في اتجاه المقعدين. وكان
رجل جالساً على مقعد والرب جالس على المقعد الأخر. وكان الرجل والرب
يتحادثان معاً. ثم أدركت إنها تلك الأصوات التي كنت أسمعها وأنا في الرواق.
لم يتكلما بصوت عالٍ بل بصوت هادئ، وتسائلت كيف أمكنني سماع الصوت الخارج
من هذه الغرفة وأنا في الرواق. ولاحظت أن الناس الذين كانوا في الصف يأتون
الى الرب الواحد بعد الأخر. وكان في الصف رجالا ونساء. وكان كل واحد منهم
يأتي ويقف على مقربة من الرب ويتكلم معه. ثم يشير الرب بيده الى الخرائط
ويتكلم عن أحداث معينة ستحدث على البلدان.

وعرض للرجل ما سيحدث.
وفيما كنتُ أنظر، رأيت الرب يشير الى بلد ما فبدأت النيران تنتشر في ذلك
البلد والتهمت كل محاصيله. فارتعبت مما رأيت. لم يكن هناك من يستطيع أن
يوقِف إمتداد النيران. وكان الرجل الواقف مع الرب ينظر اليها ثم هزّ رأسه
وغادر الصف. نظرتُ إليه فيما كان مغادراً مخفضاً الرأس وماسكاً يديه
بإحكام. وبدا على الرب الحزن فيما عاينه مغادراً.

ثم إقتربت إمرأة
الى الرب، ووقفت على مقربة منه. أشار الرب بيده الى المحيطات فبدأت تتمخض
بعاصفة عظيمة. وسبّبت العاصفة أمواجاً هائلة ضربت بعض البلدان كما لاحظتُ
سفن تغرق في بحر بسبب الأمواج الهائلة. كانت العاصفة قوية جداً وأرعبني صخب
الأمواج فيما كنت أنظرها. وبدا لي وكأني أشعر بالضربة العنيفة في المكان
الذي أقف فيه. لم تـُظهر المرأة أي إنفعال. فاندهشتُ لذلك. رأتِ المرأة كل
ذلك وقالت أن ذلك لا يهمها، لأن الناس كانوا أمواتاً على أية حال. فتراجعت
المرأة ومالت للمغادرة. فأوقفتها أنا ووضعت يدي على كتفها. ترددتْ ثم
أستمرت في طريقها. رأها الرب مغادرة فأمتلئت عينيه حزناً وعانى ألماً، لم
أرد رؤية ذلك.

ثم أدركت إنه دوري الأن. تقدمت الى الأمام ووقفت على
مقربة من الرب. لم أكن متأكدة مما هو مطلوب مني لأفعله، لكنني شعرت
بالسلامة مع الرب وهو واقف بجانبي. لاحظ الرب إنفعالي فابتسم قليلاً. ثم
رفع يده وأشار الى الجدار البعيد أمامنا. فتحول الجدار الى شئ حي صاحبه
هزات عظيمة. وبدا لي أن الجدار كله أهتز مع البلدان التي عليه. أحسست
بالهزة في المكان الذي كنت واقفة فيه وهذا ما أرعبني. فامسكتُ بالرب ووقفت
أنظر البلدان وهي تهتز بعنف. كان هناك صراخاً عظيماً ثم صار هدوء. تمزقت
البلدان من هول الهزات تبعها هدوء مميت. كان الهدوء كبيراًًً. نظرت الى
الرب فرأيته لا يزال ينظر الى الجدار. نظرتُ الى الجدار فرأيت بعض الأماكن
القليلة التي لم تصبها الهزات. ثم إهتزت جميعها حتى لم يبق شئ يمكن معرفة
هويته. ثم رأيت إنفجار بركان في أحد الجبال أدى الى نفث حِمم ورماد على
أجزاء من البلاد، وأهتز الجبل مرة أخرى. فاندفع الناس بسرعة في كل مكان ولم
يكن هناك مكان يلجئون إليه. واشتعلت النيران في الأماكن التي وصلت اليها
الحمم وأنارت البلاد كما يفعل مِشعل كهربائي. إستطعتُ وأنا في مكاني أن أشم
الرائحة المحترقة. فشعرت بالتعب وأردت الجلوس. أجلسني الرب بجانبه ونظر
إليّ. ثم سألني إن كنتُ قد فهمت ما رأيته.

كنتُ قد أدركت المشاهد
التي رأيتها منذ دخولي الى تلك الغرفة. قلتُ للرب إني علمتُ أنه إستدعاني
للمثول أمامه، لكنني لم أعلم لماذا أراني تلك المشاهد وما سبب وجود الناس
هنا. قال لي الرب، "هذه غرفتي الخاصة بالخرائط "

وإستمر بالكلام،
"إنه هنا وضعتُ أساسات الأرض، حتى قبل أن أخلقها. كل هذا حدث منذ بداية
الزمان، نظرته وأنجزته الى هذا اليوم. لا يحدث شئ على الأرض من دون أن
أعلمه قبل حدوثه ومن دون مشيئتي السائدة. أنا اخترت أن أخلق الأرض للإنسان
لكي نسكن فيها معاً. مكان سكناي كان دوماً مع الإنسان، ولكن الإنسان رفضني،
وإختار أن يعيش مستقلاً عني. ومنذ ذلك الحين عاشت الناس في خسارة بدوني،
عاشوا دون أن تكون يدي مرشدة إياهم في شؤونهم. ما رأيتِ هنا اليوم هو ذروة
الأجيال، إنه صدى الإختيارات التي إتخذتها الناس. لا تستطيع الأرض بعد أن
تخبئ الخطية ولا أن تجهد في طردها."

"طوال عصور كثيرة إستدعيت اناس
للمجئ الى هنا ورؤية هذه الغرفة. إنه هنا اُري الناس المسؤولية الجليلة
المصاحبة لإختيارات الإنسان. إنه هنا تنكشف القلوب وتعرض ما في داخلها. كما
ترين، فإني أدعو شعبي، وهم لا يريدون المجئ إليّ. والقليل الذي يأتي، يفكر
في إختياره فيما لو يحمل حِملي ويصل الى أؤلئك الساكنين في تلك البلدان
على الخرائط. لا يريد الكثير من الناس الإستجابة، فهم لا يبالون. إنهم
مهتمين أكثر بسلامتهم وراحتهم الشخصية وأنه لا يستطيعون الوصول الى هؤلاء
الناس من دون المخاطرة بحياتهم وحريتهم. إنهم لا يخاطرون بحياتهم لأجل
إخوانهم، لذلك فهم ينصرفون. الرجل الذي رأيتِ كان ممتلئاً خوفاً. جاء إليّ
لأنه أراد أن يطيعني لكنه لم يتغلب على خوفه، ولم يضع كل ثقته فيّ، وحينما
رأى النيران أتية على بلده، لم يستطع أن يثق فيّ لأستخدمه ولا حتى أن أهتم
به. كانت هيئته جيدة من الخارج، ولكن حين جاء التحدي بتهديد حقيقي لسلامته،
تراجع، عاجزاً عن الوصول الى اؤلئك الناس الذين كانوا يعانون. إنه فقط رأى
الدمار لكنه لم يستطع أن يرى حاجات الناس. لذلك غادر ليذهب الى دمار نفسه
وأخذ حصته. والمرأة التي شاهدتيها هنا كانت ممتلئة من الفزع. كانت تنظر
الى العواصف وهي تمزق بلدها لكنها قسّت قلبها. لم تسمح لي أن أسير معها على
الأرض وأن أكون لها رفيقـاً. لقد عانت خلال حياتها بدون نعمتي وإنتهت
حياتها قاسية وباردة. إلتهم ظلم الزمان من إيمانها حتى لم تستطع بعد أن
تؤمن إني مهتم بها أو أستطيع مساعدتها. لقد أجهدت في حياتها محتملة كل شئ
مؤلم وفقدتْ الأمل. وأتت الى هنا، لكنها لم تأتي بسبب الطاعة بل بسبب
الحاجة. هنا كان لها لحظة سلام، لكنها غادرت لترجع الى الحياة بدوني. لم
ترى أي أمل في العواصف، لذلك لم تستطع الوصول الى أي إنسان ومساعدته. رأت
فقط الموت والدمار دون الرحمة والعدل."

"ثم أتيتِ
أنتِ أمامي. أنا جلبتك الى هنا لاريكِ بعضاً من الأشياء التي ستأتي على
بلدك. في الحقيقة لقد بدأت الهزة العظيمة للوقت، لكني أريتكِ لكي تعرفي
قلبي فيها. فالهزة ضرورية لإزاحة كل الخطايا المطوقة والوثنية الموجودة في
أعماق الأمة. الكثير منها محصّنة تحت االيابسة وإنها هناك منذ البداية.
لكنني أزور ذلك البلد وسيهتز لكي يتمكن من التحرّر. تنفجر الجبال من الضغط
العظيم الذي يستفحل فيها ومن القتال الناشب لتقرير مصير بلدك.

كنتِ
مُحقـّة في تمسكك بي عند الهزة، لأنها السلامة الوحيدة المتواجدة. كل شئ
ممكنٌ هزّه سيهتز. لن يبقى شئ كما هو، ولن يستطيع أن يبقى كما هو. لأن صراخ
الأرض يتطلب حرية وصراخ أجيال من المذبوحين يتطلب عدلاً. الدم يصرخ من قاع
الأرض ولا يمكن كبحه لفترة أطول. أعطيتُ وقتاً للناس لتطلبني. أعطيتُ
فرصاً لكل الناس لتسمع الحق. أعطيتُ حياتي لهم لكي يخلصوا ولكي يعرفونني،
ومع هذا فإنهم يرفضونني ويرفضون الحق."

"ليس هناك شيئاً أخر غيري،
عدا الزمن نفسه. حتى أن الزمن قارب على النهاية. دعوتكِ الى هنا لأريكِ ما
هو أتٍ. دعوتكِ لأختبر قلبكِ. هل ستنكرين نفسك وتذهبين وتصِلين الى شعبي
الباقي على الأرض، الذي سيعاني الكثير في الأيام القادمة؟ قلتُ شعبي، إذ أن
كل الناس هم مِلكي لأني خلقتهم جميعاً. لكنهم ليسوا أولادي كما أنهم ليسوا
خطيبتي."

"هل ستغلبين على ضعفاتك وتصِلي اليهم مهما كلف الأمر؟ هل
تستطيعن الصمود، واثقة بي تماماً، دون التردد في وجه التجارب العظيمة،
وتـُرين محبتي للذين حولك؟ رأيتُ سئمكِ وأنت تنظرين الإضطرابات العظيمة.
أعرف عملكِ وغيرتكِ لي. أعلم أنكِ تسعين ورائي بكل إخلاص وإنك تكثرين البحث
عني، ومع ذلك، هل ستستمرين، عالمة أنه سيكلفكِ ذلك كثيراً جداً؟ الجسد
يتعب من الكلفة، ولكن هل ستنهضين في قوتي وتسمحين لي باستخدامك؟"

"سقط
الكثيرون لأنهم لم يستطيعوا السماح لي بالمجئ معهم ومساعدتهم. إنهم لا
يستطيعون أن يقبلوا أنهم بحاجة الى مساعدتي. إنهم يشعرون أنه نوع من الضعف،
وأن الإفتقار للحكمة ضعف. ومع ذلك فإنهم لا يستطيعون أبداً أن يتغلبوا على
أخطائهم ليصلوا الى أنفسهم. سيسقط الكثيرون في الأيام القادمة، مِن الذين
سمحوا لي ذات مرة مساعدتهم والذين عرِفوا أن يدي كانت عليهم، ومع ذلك فإنهم
شعروا بأهمية سلامة أحوالهم وشعروا بأنهم ليسوا بحاجة لي بعد، واستمروا في
مسيرتهم بدوني. لقد شعروا بأنهم ازدادوا حكمة واكتسبوا الصلابة الأن وهم
الأن أمثلة للأخرين وقدوة للناس. ومع ذلك لم يستطيعوا النظر الى إفتخارهم
حتى أنهم لم يستطيعوا رؤية سقوطهم. إستمروا في السير لوحدهم، وبالتدريج
فقدوا أيمانهم وحنانهم. كما أنهم باكراً فقدوا كل إحترامهم للأخرين،
وأصبحوا متكبرين وصاروا ينتقدون الناس الذين يشقون طريقهم بجهد. الكلفة
عظيمة والثمن غال، ومع ذلك فأن الحصاد جاهز والوقت قصير."

"يعتقد
الكثيرون أنه لا زال هناك وقت، ولا داع لليقظة كما أنهم لا يبحثون عني.
إنهم مستمرون في زوال أنفسهم إذ ليسوا بحاجة الى حكمتي لإرشادهم. إختاروا
الذهاب في طريقهم بدلاً عن السعي ورائي. سيُغري الإهتمام بهذا العالم
الكثيرين ويجعلهم فاترين في السمع والقلب. سيفقدون الإحساس بالأخرين حتى
أنهم لن يلاحظوا متى تغيرت الأمور لأن قلوبهم بعيدة عني. إنهم سيأخذون
مكافأتهم."

"دعوتكِ لتأتين الى هنا وترين ما هو أتٍ. الكثير من
أنبيائي الأوفياء سبق وأن أتوا الى هنا وهم يُبوّقون الأن إنذار الخطر.
الكثيرون من الناس أوفياء في الوصول الى الأخرين، والى إسترداد شعبي. هل
تقفين معهم؟ كثيرون سيهزأون بكِ ويسخرون من كلمة الله التي أعطيتها لكِ،
وسينتقدون سلوكك، لكني سأكون معكِ. سيقلل الكثيرون من أهمية الصوت الذي
يتكلم من خلالكِ ولن يؤمنوا بالحق. لكن الكثيرين سيقبلون بكلامك. هل
ستدفعين الثمن وتنادين شعبي ليأتي إليّ؟

حياة
أنبيائي في يدي، وأنا أحوّلها الى هذا الطريق وذاك الطريق، وأضع كل واحد في
مكان على الأرض. إنهم سيذيعون الإنذار وستبدأ المشاهد التي أريتـُكِ إياها
ومشاهد أخرى لم ترينها بعد."

إستطعتُ الشعور بعيونه تنظر مباشرة
ما في قلبي فيما كان يتكلم معي. لم أشعر بالخوف، لكني شعرت بكل إنسانيتي في
داخلي. كنت دائمة الشعور بأني أعلم أنه معي، ولكن في هذه اللحظة علمت
بأنني لم أسِرْ دوماً في تلك المعرفة. إستطعت أن أرى في أوقات كثيرة حينما
حاولت حِمل الكثير من الهموم أو عمل أشياء دون الحاجة الى حكمة الرب، وعلمت
أنه على حق. في الماضي لم أسمح للرب أن يجعلني قادرة تماما ولا أن يقويني
لأكون خادمته. كانت لي الغيرة ولكن ليس الكثير من القوة.

قلتُ، "يا
رب خذني واحملني. إجعلني قادرة لأكون خادمتك وأن أتكلم كلمتك بقوتك. لا
أستطيع الذهاب الى حد أبعد بدونك كرئيس لحياتي. أنني أثق بك وأتـّكل على
قوتك وحكمتك، وليس على نفسي. اعطيني قلبك لشعبك وساعدني أن أتكلم إليهم وأن
أراهم بعينيك. لأني سأدفع الثمن، إذ أني لا أرغب شيئاً إلا أنت."

نظر الرب إليّ بجدية ومدَّ يده الى قلبي وأخرجه. اصبتُ بصدمة وصرخت. ابتسم لي بهدوء ومدَّ يده الى قلبه وأخرجه وأعطاني إياه.

قال
لي، "لكِ الأن قلبي. إنتبهي ما ستفعلين به. لا تستخفي به ولا تعجزي عن
طاعة قيادته. إحرسيه بانتباه ولا تعجزي أبداً عن تسليمه للأخرين. أحبي
الذين حولك بمحبتي وتكلمي الحق."

لم أشعر بوجع وأنا واقفة هناك بل
شعرت بالحرية. لم يعد الخوف يملكني ولم أشعر بالتعب. شعرت بالرضا والحرية،
وكأني أصبحت محبوبة تماماً بلا خيوط متعلقة بي. كنتُ مسبية ببساطة حبه،
وكيف أننا نجعل الحياة شاقة بمقاومتِنا له. تشبثت بقلبه لنفسي فأثار نشاط
عظيم في داخلي. شعرت بأمل كبير ينهض فيّ لشعب الله. رأيت مصيراً عظيماً
ينتظرهم ومجداً في إعادة شملنا معه. أنه لأمر يستحق الجهد من أجله.

رؤية سوزان كيومينكس Image002